كتاب وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - «وأظلمت المدينة»

الْفِرَاقِ، وَتَهَامَسَ النَّاسُ بِمَوْتِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَمَا أَسْرَعَ أَنْ قَالَ:

71 - (وَاللهِ؛ مَا مَاتَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَاللهِ؛ مَا كَانَ يَقَعُ فِي نَفْسِي إِلَّا ذَاكَ، وَلَيَبْعَثنَهُ اللهُ، فَلَيَقْطَعَنَّ أَيْدِيَ رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُمْ) (¬1) ثُمَّ يَقُولُ:

72 - (إِنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يَمُوتُ حَتَّى يُفْنِيَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- الْمُنَافِقِينَ) (¬2).
وَيَتَأَوَّلُ عُمَرُ مَا بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى مَا وَقَعَ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ خُرُوجٍ لِمِيقَاتِ رَبِّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- (¬3)، فَيَقُولُ:

73 - (لَا أَسْمَعَنَّ أَحَدًا يَقُولُ: إِنَّ مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ مَاتَ، إِنَّ مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَمُتْ، لكِنْ
¬__________
(¬1) صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، كِتَابُ فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ، بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَوْ كُنْتُ مُتَخِذًا خَلِيلًا" (5/ 7) رَقْمُ الْحَدِيثِ: (3670).
(¬2) إسْنَادُهُ حَسَن، عَنْ عَائِشَةَ، انْظُرْ: "مُسْنَدُ أَحْمَدَ" (6/ 219).
(¬3) إِشَارَة إِلَى قَوْلهِ تَعَالَى: {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ} الآيَةُ: (51) مِنْ سُورَةِ الْبقَرَةِ.

الصفحة 92