كتاب فقه النوازل للأقليات المسلمة (اسم الجزء: 1)

ويبدو أن الفقهاء أطلقوا هذه التسمية على هذه المسائل لشدة ما يعانون في سبيل التعرف على أحكامها، ومما يشعر بذلك قول النووي -رحمه الله-: "وفيه اجتهاد الأئمة في النوازل وردها إلى الأصول" (¬1)، وقول ابن القيم -رحمه الله- (¬2)؛ "فصل: وقد كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجتهدون في النوازل" (¬3).
وتعريف ابن عابدين السابق يعتبر ملائمًا لحقيقة النازلة، وابن عابدين من متأخري الحنفية، ت: (1252 هـ) ويبدو أن من جاء بعده استفاد من تعريفه للنوازل بوجهٍ ما.
فالنازلة على وجه العموم هي: "الحادثة التي تحتاج لحكم شرعي" (¬4).
والدكتور حسن الفيلالي يعرفها بأنها: "الواقعة والحادثة التي تنزل بالشخص سواء في مجال العبادات أو المعاملات أو السلوك والأخلاق، حيث يلجأ هذا الشخص إلى من يفتيه بحكم الشرع في نازلته" (¬5).
وقال الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله-: "يراد بالنوازل: الوقائع والمسائل المستجدة والحادثة، المشهورة بلسان العصر باسم: النظريات والظواهر" (¬6).
¬__________
(¬1) شرح النووي على صحيح مسلم، (1/ 213).
(¬2) أبو عبد الله، شمس الدين، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي الدمشقي، ابن قيم الجوزية الحنبلي، لازَمَ ابنَ تيمية وأخذ عنه الكثير، وله مؤلفات قيمة، منها: إعلام الموقعين، وزاد المعاد، وإغاثة اللهفان، ولد سنة 691 هـ، وتوفي سنة 751 هـ. الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، لأبي الفضل شهاب الدين، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، دار الجيل، بيروت (3/ 400)، البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، للقاضي علي بن محمد بن علي الشوكاني، مطبعة دار السعادة، ط 1، 1348 هـ، (2/ 143).
(¬3) إعلام الموقعين، لابن القيم، (1/ 203).
(¬4) معجم لغة الفقهاء، د. محمد رواس قلعه جي، د. حامد صادق قنيبي، دار النفائس، الأردن، ط 1، 1405 هـ - 1985 م، (ص 471).
(¬5) فقه النوازل وقيمته التشريعية والفكرية، د. حسن الفيلالي، بحث مقدم لشعبة الدراسات الإسلامية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامع سيدي محمد بن عبد الله، فاس، 1404 هـ، وبحثه في ملتقى القيروان مركز علمي مالكي بين المشرق والمغرب حتى نهاية القرن الخامس للهجرة، عام 1414 هـ، (ص 230)، المدخل إلى فقه النوازل، د. عبد الناصر أبو البصل، مجلة أبحاث اليرموك، المجلد 1، سنة (1997 م).
(¬6) فقه النوازل، د. بكر بن عبد الله أبو زيد، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 1، 1423 هـ، (1/ 9).

الصفحة 33