كتاب فقه النوازل للأقليات المسلمة (اسم الجزء: 1)

2 - الواقعات أو الوقائع:
لغةً: جمع واقعة، والجذر منها (وق ع)، وهو أصل واحد يرجع إلى فروعه، يدل على سقوط شيء، يقال: وقع الشيء وقوعًا فهو واقع (¬1)، والواقعة النازلة الشديدة من صروف الدهر، ووقع الشيء يقع وقوعًا أي: هَوِيًّا (¬2)، وأكثر ما جاء في القرآن من لفظ (وقع) جاء في العذاب والشدائد (¬3)، والوقائع كالحوادث في شيوع استعمالها في معنى النوازل (¬4).
والفقهاء يطلقون الواقعات على النوازل، إلا أن الظاهر أنهم لا يكادون يستعملون لفظ الواقعات في العبادات، وإنما هي في المعاملات (¬5).
وإطلاقهم لفظ الواقعات على المسائل المستجدة فيه تعبير عمَّا يعانونه من الشدة والصعوبة في البحث عن أحكامها أيضًا، والواقعات عند المعاصرين هي: الفتاوي المستنبطة لأحكام الحوادث المستجدة (¬6).
وعند الحنفية خاصة ربما أطلق مصطلح النوازل أو الوقائع على كل مسألة لم يتكلم فيها علماء الطبقة الأولى منهم، بخلاف بقية المذاهب فإنها تطلق على كل مسألة لم يجدوا فيها كلامًا لمن سبقهم من أهل العلم مطلقًا، ومن كتبهم في ذلك
¬__________
(¬1) معجم مقاييس اللغة، لابن فارس، (6/ 133 - 134)، كتاب العين، للخليل بن أحمد الفراهيدي، تحقيق: د. مهدي المخزومي، ود. إبراهيم السامرائي، دار ومكتبة الهلال، (2/ 176).
(¬2) لسان العرب، لابن منظور، (15/ 370)، مختار الصحاح، لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي، تحقيق: مصطفى ديب البغا، اليمامة، ط 1، 1405 هـ - 1985 م، (ص 461).
(¬3) المفردات في غريب القرآن، للحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهاني، تحقيق: محمد سيد كيلاني، دار المعرفة، بيروت، (ص 530).
(¬4) نهاية السول، للإسنوي، (4/ 559 - 560)، شرح تنقيح الفصول، لشهاب الدين القرافي، المكتبة الأزهرية للتراث، القاهرة، ط 2، (1414 هـ)، (ص 443).
(¬5) فقه المستجدات في العبادات، طاهر يوسف صديق الصديقي، دار النفائس، عمان، ط 1، 1425 هـ - 2005 م، (ص 35).
(¬6) معجم لغة الفقهاء، لقلعه جي، (ص 497).

الصفحة 36