كتاب فقه النوازل للأقليات المسلمة (اسم الجزء: 2)

والعز ابن عبد السلام في كتابه الفذ "قواعد الأحكام في مصالح الأنام" وكذلك كتابه "مختصر الفوائد في أحكام المقاصد" ولعله أول من بسط الكلام فيه.
وتلاه تلميذه القرافي (¬1)، وكذلك شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- فهو ممن امتلأت كتبه بمباحث هذا العلم (¬2) وقد ألف الدكتور يوسف أحمد محمد البدري كتابًا مفيدًا بعنوان: "مقاصد الشريعة عند ابن تيمية" وهو من الأهمية بمكان لما لشيخ الإسلام -رحمه الله- من قدم راسخة في العلم وبروز واضح في هذا الباب.
وكذلك تلميذه العلامة ابن القيم (¬3) -رحمه الله- لا سيما في كتابه العظيم "إعلام الموقعين عن رب العالمين" في هذا الباب.
وأما أول من أبرز قواعده وأظهره كَفَنٍّ مستقلٍّ وأصلَّه وقرره، فهو العلامة الشاطبي -رحمه الله- في "الموافقات" فهو -بحقٍّ- مؤسس هذا العلم، وكتابه مرجع الباحثين ومهيع المفتين المجتهدين (¬4).
ثم تتابع الناس في التأليف في هذا الباب، والاهتمام به وتقريره وتوسيع مباحثه.
ولذا يقول العلامة الشاطبي -رحمه الله-مبينًا اشتراط فهم مقاصد الشريعة للمجتهد-: "إنما تحصل درجة الاجتهاد لمن اتصف بوصفين:
أحدهما: فهم مقاصد الشريعة على كمالها.
¬__________
(¬1) الفروق، للقرافي، (2/ 450) (2/ 569 - 570)، شرح تنقيح الفصول، للقرافي، (ص 303 - 306).
(¬2) مجموع الفتاوي، لابن تيمية، (11/ 354)، (20/ 583)، (32/ 234) وغيرها، القواعد النورانية، لابن تيمية، (ص 91، 21، 117، 134 - 135) وغيرها.
(¬3) مفتاح دار السعادة، لابن القيم، (2/ 362) وما بعدها، إعلام الموقعين، لابن القيم، في مواضع كثيرة جدًّا.
(¬4) نظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي، للريسوني، (ص 93)، الشاطبي ومقاصد الشريعة، للعبيدي، دار قتيبة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، ط 1، 1412 هـ - 1992 م، (ص 131 - 138).

الصفحة 775