كتاب قاعدة عظيمة في الفرق بين عبادات أهل الإسلام والإيمان وعبادات أهل الشرك والنفاق

عِنْدَهُمْ قَالُوا: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، ذُهِبَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ (¬1) » .
و [قد جاء] (¬2) عن السلف الخلاف [في] (¬3) تأويل قوله: «مَا أَنْـ[ـتُمْ بِأَسْمَعَ] (¬4) لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ» [وهذا] (¬5) مبسوط في جوابي عن الأرواح، فأما علم الأموات بأحوال الأحياء ففيه آثار كثيرة، مثل ما رواه أبو حاتم في صحيحه عن أبي أيو [ب الأنصاري] (¬6) ، وأما استغفارهم لهم فما يحضرني إسناده، وكذلك ما يروى أن الرسول يستغفر لهم ما أعـ[ـرف له إسنادًا] (¬7) ... (¬8) فهذا إن كان ثابتًا ففيه استغفار الرسول والصالحين (¬9) بأمر ربهم، كما تستغفر الملائكة هنا، فما أمروا به لا حاجة إلى طلبه منهم، وما لم /55أ/ يؤمروا به لا يفعلونه وإن طلب منهم، فإنهم لا يشفعون إلا بإذنه.
وحينئذ فلا فائدة في طلب الدعاء، والشفاعة، لا من الملائكة، ولا من الأموات، الأنبياء والصالحين، ومن طلب (ذلك) (¬10) منهم؛ فتح أبواب الشرك، فإنه إذا اعتقد الناس أن ما طلب من الميت، أو الملك، من دعاءٍ، وشفاعة، بذله، طلبوا ذلك؛ لكثرة حاجات الخلق، لا سيما إذا اعتقد ما
¬__________
(¬1) في «تهذيب الآثار» زيادة: (فبئس المربية) .
(¬2) لم تظهر في هامش الأصل، فأضافها المحقق.
(¬3) لم تظهر في هامش الأصل، فأضافها المحقق.
(¬4) لم تظهر في هامش الأصل، فأضافها المحقق.
(¬5) لم تظهر في هامش الأصل، فأضافها المحقق.
(¬6) لم تظهر في هامش الأصل، فأضافها المحقق.
(¬7) لم تظهر في هامش الأصل، فأضافها المحقق.
(¬8) تتمة الإلحاق في الهامش مبتورة بسبب قص الكتاب كما يبدو، وهي بقدر سطر.
(¬9) في الأصل: (والصالحون) ، والتصويب من المحقق.
(¬10) سقطت من المطبوع.

الصفحة 130