ثم مات، فغطته بثوب، فدخل أبو طلحة، فقال: كيف أمسى ابني؟ قالت: أمسي هادئا، فتعشى ثم قالت في بعض الليل: أرأيت لو أن رجلا أعارك عارية ثم أخذها منك إذا جزعت؟ قال: لا. قالت: فإن الله تبارك وتعالى أعارك ابنك وقد أخذه! قال: فغدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بقولها، قال: وكان أصابها تلك الليلة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بارك الله لكما في ليلتكما"، فولدت غلاما كان اسمه عبد الله، فذكر أنه كان من خير أهل زمانه.
وبه إلى عبد بن حميد، قال: أبنا عبد الرزاق، أبنا معمر، عن الزهري أن أنس بن مالك أخبره قال: كنا يوما جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة". قال: فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من ماء وضوئه قد علق نعليه من يده بشماله فسلم، فلما كان من الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما كان يوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال: إني لأحيت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثا، فإن رأيت أن تؤويني إليك ثلاثا حتى تمضي الثلاثة الأيام فعلت؟ قال: نعم.
قال أنس: فكان عبد الله يحدث أنه بات معه ثلاث ليال فلم يره