كتاب المنتقى من فوائد أبي القاسم الزنجاني

63 - أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن الحسن بن إبراهيم القمني، نا أبو علي الحسن بن علي بن داود المطرز، نا عبد الرحمن، أن عبد الله بن يزيد، نا جدي سفيان، عن مالك بن مغول قال: لقي خيثمة طلحة فقال: ما الشيء الذي يسمن في الخصب والجدب؟ وما الشيء الذي يهزل في الخصب والجدب؟ وما الشيء الذي هو أحلى من العسل؟ قال: الذي يسمن في الخصب والجدب: فهو المؤمن. إن أعطي شكر، وإن ابتلي صبر. وأما الذي يهزل في الخصب والجدب: فهو الكافر والفاجر. إذا أعطي لم يشكر، وإذا ابتلي لم يصبر. وأما الذي هو أحلى من العسل: فالألفة التي جعلها الله بين المؤمنين. قال: وقال خيثمة لطلحة: ألفتك أحلى من العسل، للقيك أحب إلي من العسل.
64 - أخبرنا أبو محمد الحسن بن عمر الجلباني، قال: كنت في مجلس أبي عبد الله محمد بن الوشاء المصري، فدخل عليه بعض قضاة الصعيد، فتذاكروا علما وكلاما بينهم، فذكر أبو عبد الله، عن ابن شكلة أنه قال: دخلت يوما #82# على بعض الأدباء فأنشدني شعرا فابتهجت له، وخرجت من عنده، فدخلت على ابن المعتز فقال: أرى بك بشرا، فقلت: أجل أيها الأمير، إني دخلت على بعض الأدباء فأنشدني شعرا ابتهجت له، فقال: هلم، فأنشدت: [الوافر]
إذا أبصرت رشدك في طريق ... فسر فيها ولا تطلب سواها
ولا تعدل إلى التشبيه حتى ... يكاشفك العيان به شفاها
ولا تتبع هواك فكل نفس ... تقاد إلى المكاره في هواها
فقال لي ابن المعتز: قبح الله قائل هذا الشعر، هذا شعر من يقول بالقدر، قلت: فكيف يقول الأمير؟ قال: لكني أقول: [الوافر]
ولو أني ملكت زمام أمري ... لما قصرت عن طلب النجاح
ولكني ملكت فصار رأيي ... كرأي البدن في يوم الأضاحي
يسقن إلى الردى فيسرن طوعا ... ولو يسطعن طرن مع الرياح
آخر الجزء، والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين

الصفحة 81