كتاب التوكل

وهذا يدل على إجماعهم في التعلق بالأسباب.
وقال أحمد في رواية المروذي: كان علي بن أبي طالب يعمل حتى تُدْبرَ يدُه، وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعملون (¬1).
وأيضا فإن الأسباب لو كانت من ضعف التوكل لتداخله شك في علمه بأن الله هو الضار النافع لا غيره، فعلم أنه بلاءٌ من الطبع (¬2).
* * *
¬__________
= {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197].أخرجه البخاري في صحيحه (رقم 1451).
(¬1) رواه عن الإِمام أحمد: أبو بكر الخلال عن المروذي في كتاب الحث على التجارة (رقم 106).
(¬2) أي أن الإنسان مجبولٌ على فعل الأسباب، وهذا يدل على أن الأخذ بالأسباب -كما أنه قد ورد به الشرع- فهو مستقر في الفطر.

الصفحة 44