كتاب التوكل

وقال في رواية مثنى الأنباري (¬1): وقد سئل أيما أفضل؛ رجل أكل فشبع وأكثر الصلاة والصيام، أو رجل أقلَّ الأكل فقلَّت نوافله؟ فذكر ما جاء في الفكرة: تفكُّرُ ساعةٍ خيرٌ من قيام ليلة (¬2).
وقال المروذي: ذكرت لأبي عبد الله رجلًا صبورًا على الفقر، وقد اعتزل: ما كان أحوجه إلى علمٍ؟ فقال: أسَكتَ لصبره، وعُزلته عن العلم؟! (¬3).
فهذا شرح الخصال الأربعة القواعد.
وأما الثلاثة الأعلام (¬4):
1 - فالمعرفة بالطريق، وهي: إصابة العلم في السعي، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فإن المنبتَّ لا ظهرًا أبقى، ولا أرضًا قطع" (¬5). وحسبه قوله تعالى: {بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ} [الروم: 29].
2 - وطاعة الدليل، وهو: معلمه ومرشده (¬6). لقوله تعالى: {وَاتَّبِعْ سَبِيلَ
¬__________
(¬1) مثنى بن جامع الأنباري، أبو الحسن، حديث عن أحمد ونقل عنه مسائل حسانا، قيل: كان مستجاب الدعوة. انظر: طبقات الحنابلة (1/ 337).
(¬2) رُوي من قول الحسن أخرجه: ابن أبي شيبة في المصنف (رقم 35223) وأخرج البيهقي في الشعب (رقم 118) نحوه من قول أبي الدرداء، وضعفه الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص 217).
(¬3) ذكره: أبو طالب المكي في قوت القلوب (2/ 261) ولم أجده في مظانه.
(¬4) هكذا في النسخة المخطوطة ولم يذكر المصنف إلا اثنين ففط، وهما الأول والثالث، وغفل عن ذكر الثاني وهو الخشية.
(¬5) رواه البيهقي في الشعب (رقم 3385) من حديث عائشة، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (رقم 217) وعزاه إلى البزار من حديث جابر، وقال: فيه يحيى بن المتوكل وهو كذاب.
وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (رقم 2022).
(¬6) والمراد الطاعة بالمعروف، واتباع 5 ما كان ملتزمًا بالسنة مبتعدًا عن البدعة، وعلى المتبع أن =

الصفحة 67