كتاب الملل والنحل (اسم الجزء: 2)

وأن الشرائع والأحكام مشارع ومناهج إليها. وأن الأنبياء والرسل مبعوثون لتقريرها وتقديرها. وأن الفاتحة والخاتمة والمبدأ والكمال منوطة بتحصيلها وتحريرها {ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} 1، والصراط المستقيم، والمنهج الواضح، والمسلك اللائح، قال الله تعالى لنبيه المصطفى صلى الله عليه سلم {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ، مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} 2.
__________
1، 2 الروم آية 30-32.
الفصل الرابع: الحرنانية
مقالات الحرنانية
...
الفصل الرابع: الحرنانية
وهم جماعة من الصابئة:
1- مقالات الحرنانية:
قالوا: إن الصانع المعبود واحد وكثير. أما واحد، ففي الذات، والأول، والأصل، والأزل. وأما كثير، فلأنه يتكثر بالأشخاص في رأي العين، وهي المدبرات السبعة والأشخاص الأرضية الخيرة، العاملة، الفاضلة. فإنه يظهر بها، ويتشخص بأشخاصها، ولا تبطل وحدته في ذاته.
وقالوا: هو أبدع الفلك وجميع ما فيه من الأجرام والكواكب، وجعلها مدبرات هذا العالم، وهم الآباء والعناصر أمهات، والمركبات مواليد. والآباء أحياء ناطقون،

الصفحة 112