كتاب الملل والنحل (اسم الجزء: 2)

والرامشكر. وتلك الأربع يدبرون أمر العالم بسبعة من ورائهم: سالار، وبيشكار، وبالون،، وبراون، وكازران، ودستور، وكوذك. وهذه السبعة تدور في إثني عشر روحانيين: خواننده, ودهنده، وستاننده، وبرنده, خورننده، ودونده، وخيزنده، وكشنده، وزننده، وكننده وآبنده، وشونده، وباينده.
وكل إنسان اجتمعت له هذه القوى الأربع، والسبع، والإثنا عشر: صار ربانيا في العالم السفلي، وارتفع عنه التكليف.
قال: وإن خسرو العالم الأعلى إنما يدبر بالحروف التي مجموعها الاسم الأعظم. ومن تصور من تلك الحروف شيئا انفتح له السر الأكبر. ومن حرم ذلك بقي في عمى الجهل والنسيان والبلادة, والغم في مقابلة القوى الأربع الروحانية.
وهم فرق: الكوذية، وأبو مسلمية، والماهانية، والإسبيد خامكية. والكوذية بنواحي الأهواز، وفارس، وشهرزور، والآخر بنواحي سغد سمرقند، والشاش، وإيلاق.
3- الديصانية:
أصحاب ديصان. أثبتوا أصلين نورا، وظلاما، فالنور يفعل الخير قصدا واختيارا، والظلام يفعل الشر طبعا واضطرارا.
فما كان من خير، ونفع، وطيب، وحسن، فمن النور. وما كان من شر وضرر، ونتن، وقبح، فمن الظلام. وزعموا أن النور: حي، عالم، قادر, حساس، دراك، ومنه تكون الحركة والحياة. والظلام: ميت، جاهل، عاجز، جماد، موات، لا فعل له ولا تمييز. وزعموا أن الشر يقع منه طباعا وخرقا. وزعموا أن النور جنس واحد، وكذلك الظلام جنس واحد، وأن إدراك النور إدراك متفق، فإن سمعه وبصره وسائر

الصفحة 55