كتاب الملل والنحل (اسم الجزء: 3)

يأمرهم بعبادة الخالق عز وجل وبعبادته معه، وأن يتخذوا على مثاله صنما يعبدونه، وأن لا يعافوا شيئا، وأن تكون الأشياء كلها في طريقة واحدة، لأنها جميعا صنع الخالق عز وجل، وأن يتخذوا من عظام الناس قلائد يتقلدونها وأكاليل يضعونها على رءوسهم، وأن يمسحوا أجسادهم ورءوسهم بالرماد. وحرم عليهم الذبائح والنكاح، وجمع الأموال، وأمرهم برفض الدنيا، ولا معاش لهم فيها إلا من الصدقة.
3- الكابلية:
زعموا أن رسولهم ملك روحاني يقال له شب, أتاهم في صورة بشر متمسح بالرماد، على رأسه قلنسوة من لبود أحمر طولها ثلاثة أشبار، مخيط عليها صفائح من قحف الناس، متقلد قلادة من أعظم ما يكون، متمنطق من ذلك بمنطقة، متسور منها بسوار، متخلخل منها بخلخال, وهو عريان. فأمرهم أن يتزينوا بزينة ويتزيوا بزيه، وسن لهم شرائع وحدودا.
4- البهادونية:
قالوا: إن بهادون كان ملكا عظيما أتانا في صورة إنسان عظيم. وكان له أخوان قتلاه، وعملا من جلدته الأرض، ومن عظامه الجبال، ومن دمه البحار. وقيل: هذا رمز، وإلا فحال صورة إنسان لا تبلغ إلى هذه الدرجة. وصورة "بهادون" راكب على دابة، كثير شعر الرأس، قد أسبله على وجهه, وقد قسم الشعر على جوانب رأسه قسمة مستوية, وأسبله كذلك على نواحي الرأس قفا ووجها. وأمرهم أن يفعلوا كذلك. وسن لهم أن لا يشربوا الخمر، وإذا رأوا امرأة هربوا منها، وأن يحجوا إلى جبل يدعى جورعن, وعليه بيت عظيم فيه صورة بهادون. ولذلك البيت سدنة لا يكون المفتاح إلا بأيديهم فلا يدخلون إلا بإذنهم، وإذا فتحوا الباب سدوا أفواههم حتى

الصفحة 102