كتاب الملل والنحل (اسم الجزء: 3)

اللَّهِ زُلْفَى} 1 فلو كانوا مقتصرين على صورها في اعتقاد الربوبية والإلهية لما تعدوا عنها إلى رب الأرباب.
__________
1 الزمر آية 3.
1- المهاكالية:
لهم صنم يدعى مها كال له أربع أيد، كثير شعر الرأس سبطها، وبإحدى يديه ثعبان عظيم فاغرفاه، وبالأخرى عصا، وبالثالثة رأس إنسان، وباليد الرابعة قد دفعها، وفي أذنيه حيتان كالقرطين، وعلى جسده ثعبانان عظيمان قد التفا عليه، وعلى رأسه إكليل من عظام القحف، وعليه من ذلك قلادة. يزعمون أنه عفريت يستحق العبادة لعظمة قدره، واستجماعه الخصال المحمودة المحبوبة والمذمومة من الإعطاء، والمنع، والإحسان والإسادة، وأنه المفزع لهم في حاجاتهم, وله بيوت عظام بأرض الهند ينتابها أهل ملته في كل يوم ثلاث مرات يسجدون له، ويطوفون به. ولهم موضع يقال له اختر فيه صنم عظيم على صورة هذا الصنم، يأتونه من كل موضع ويسجدون له هناك، ويطلبون حاجات الدنيا. حتى إن الرجل يقول له فيما يسأل. زوجني فلانه، وأعطني كذا. ومنهم من يأتيه فيقيم عنده الأيام والليالي لا يذوق شيئا, يتضرع إليه، ويسأله الحاجة، حتى إنه ربما ينفق.
2- البركسهيكية:
ومن ذلك البركسهيكية؛ من سننهم أن يتخذوا لأنفسهم صنما يعبدونه ويقربون له الهدايا، وموضع متعبدهم له أن ينظروا إلى باسق الشجر وملتفه مثل الشجر الذي يكون في الجبال فيلتمسون منها أحسنها وأطولها، فيجعلون ذلك الموضع موضع متعبدهم. ثم يأخذون ذلك الصنم، فيأتون شجرة عظيمة من ذلك الشجر فينقبون فيها موضعا، فيركبونه فيها، فيكون سجودهم وطوافهم نحو تلك الشجرة.

الصفحة 105