كتاب الملل والنحل (اسم الجزء: 3)

2- منكرو البعث، والإعادة:
وصنف منهم أقروا بالخالق وابتداء الخلق والإبداع، وأنكروا البعث والإعادة، وهم الذين أخبر عنهم القرآن: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} 1، فاستدل عليهم بالنشأة الأولى، إذ اعترفوا بالخلق الأول، فقال عز وجل: {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ} 2، وقال: {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} 3.
__________
1، 2 يس آية 78، 79.
3 ق آية 15.
3- منكرو الرسل: عبّاد الأصنام:
وصنف منهم أقروا بالخالق, وابتداء الخلق ونوع من الإعادة، وأنكروا الرسل، وعبدوا الأصنام، وزعموا أنهم شفعاؤهم عند الله في الدار الآخرة، وحجوا إليها، ونحروا لها الهدايا، وقربوا المقربين، وتقربوا إليها بالمناسك والمشاعر, وأحلوا وحرموا، وهم الدهماء من العرب، إلا شرذمة منهم نذكرهم، وهم الذين أخبر عنهم التنزيل: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ} 1 -إلى قوله- {إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا} 2. فاستدل عليهم بأن المرسلين كلهم كانوا كذلك. قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ} 3.
شبهات العرب
وشبهات العرب كانت مقصورة على هاتين الشبهتين:
إحداهما: إنكار البعث؛ بعث الأجسام.
والثانية: جحد البعث؛ بعث الرسل.
__________
1، 2، 3 الفرقان آية 7، 8، 20.

الصفحة 80