كتاب الاختيارات الفقهية لشيخ الإسلام ابن تيمية لدى تلاميذه (اسم الجزء: 1)

بدران المقدسي المرداوي، المتوفى سنة (699)، وهو المقصود في كلام ابن رجب السابق، ويدل على ذلك عدة أمور منها:
1 - أن ابن رجب قال في ترجمة محمد بن عبد القوي (4/ 309): "وممن قرأ عليه العربية الشيخ تقي الدين"، ولم يذكر هذا في ترجمة سليمان بن عبد القوي الطوفي.
2 - أن سياق كلام ابن رجب في نشأة الشيخ العلمية، فبعد أن ذكر تلقي الشيخ للعلوم والمشايخ الذين أخذ عنهم قال: "ومهر في هذه الفضائل، وتأهل للفتوى والتدريس وله دون العشرين سنة".
وشيخ الإسلام ولد سنة (661) وهذا يعني أن قراءته على ابن عبد القوي كانت قبل سنة (681)، وسليمان الطوفي إنما ولد سنة بضع وسبعين وستمائة ببلده طوفى، وهي من أعمال صرصر بالقرب من بغداد، ولم يلتق بالشيخ إلا سنة (704) حين ارتحل إلى الشام، وكان عمر شيخ الإسلام ابن تيمية (43) سنة، فلا يتصور أبدا أن يقرأ عليه في العربية وقد بلغ هذه السن!
3 - أن الحافظ ابن عبد الهادي ذكر في كتابه "طبقات الحفاظ" (4/ 282) نشأة الشيخ العلمية، وكان مما قال: "قرأ أياما في العربية على ابن عبد القوي ثم فهمها، وأخذ يتأمل كتاب سيبويه حتى فهمه، وبرع في النحو، وأقبل على التفسير إقبالا كليا حتى حاز فيه قصب السبق، وأحكم أصول الفقه، وغير ذلك، هذا كله وهو بعد ابن بضع عشرة سنة" ا. هـ.
4 - أن جميع المصادر التي ترجمت لشيخ الإسلام -مما وقفنا عليه- تذكر ضمن شيوخه (ابن عبد القوي) ولا تسميه، وكثير من هذه المصادر إنما تنقل عن "ذيل الطبقات" لابن رجب.

الصفحة 11