كتاب الاختيارات الفقهية لشيخ الإسلام ابن تيمية لدى تلاميذه (اسم الجزء: 1)

نقوله عن الشيخ:
وقد تم تتبع ما وُقف عليه من كتبه المطبوعة فوُجد فيها بعض النقول اليسيرة عن ابن تيمية، منها ما هو في العقيدة كما في "الإشارات الإلهية" (3/ 95)، ومنها ما هو في أصول الفقه كما في "شرح مختصر الروضة" (1/ 218)، (3/ 214)، ومنها نقل في الحديث بواسطة ابن تيمية وذلك في "علم الجذل في علم الجدل" (222)، ولم نجد فيها شيئًا يتعلق بالفقه.
* وقد بيَّن شيئًا من المكانة الفقهية لشيخ الإسلام في كتابه "شرح مختصر الروضة" (3/ 627 - 628) فقال: (ونحن لا يصح لنا أن نجزم بمذهب إمام حتى نعلم أنه آخر ما دونه من تصانيفه ومات عنه، أو أنه نص عليه ساعة موته، ولا سبيل لنا إلى ذلك في مذهب أحمد، والتصحيح الذي فيه، إنما هو من اجتهاد أصحابه بعده، كابن حامد، والقاضي وأصحابه، ومن المتأخرين الشيخ أبو محمد المقدسي رحمة الله عليهم أجمعين.
لكن هؤلاء -بالغين ما بلغوا- لا يحصل الوثوق من تصحيحهم لمذهب أحمد، كما يحصل من تصحيحه هولمذهبه قطعا، فمن فرضناه جاء بعد هؤلاء، وبلغ من العلم درجتهم أو قاربهم، جاز له أن يتصرف في الأقوال المنقولة عن صاحب المذهب كتصرفهم، ويصحح منها ما أدى اجتهاده إليه، وافقهم أو خالفهم، وعمل بذلك وأفتى.
وفي عصرنا من هذا القبيل شيخنا الإمام العالم العلامة تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية الحراني حرسه الله تعالى، فإنه لا يتوقف في الفتيا على ما صححه الأصحاب من المذهب، بل يعمل ويفتي بما قام عليه الدليل عنده) ا. هـ.

الصفحة 12