كتاب الاختيارات الفقهية لشيخ الإسلام ابن تيمية لدى تلاميذه (اسم الجزء: 1)
144 - لباس الشهرة:
• قال ابن مفلح: (ويكره شهرة، وخلاف زي بلده، وقيل: يحرم، ونصه: لا، قال شيخنا: تحرم شهرة، وهو ما قصد به الارتفاع، وإظهار التواضع، كما كان السلف يكرهون الشهرتين من اللباس (¬1) المرتفع والمنخفض، ولهذا في الخبر: "من لبس ثوب شهرة ألبسه الله ثوب مذلة"، فعاقبه بنقيض قصده) [الفروع 1/ 345 (2/ 61 - 62)].
• وقال أيضًا: (قال في "الرعاية الكبرى": يكره في غير حرب إسبال بعض لباسه فخرا وخيلاء وبطرا وشهرة، وخلاف زي بلده بلا عذر، وقيل: يحرم ذلك، وهو أظهر، وقيل: ثوب الشهرة ما خالف زي بلده وأزرى به ونقص مروءته. انتهى كلامه.
والقول بتحريم ذلك خيلاء هو ظاهر كلام الإمام أحمد، وقطع به في "المستوعب" و"الشرح"، وهو الذي وجدته في كلام الشيخ تقي الدين) [الآداب الشرعية 3/ 496] (¬2).
145 - الامتناع من فعل المباحات مطلقًا:
• قال ابن مفلح: (قيل لأحمد: يؤجر في ترك الشهوات؟ قال: نعم. ومراده: لا أن يمتنع منها مطلقا. قال شيخنا: من فعل هذا، فجاهل ضال)
¬__________
(¬1) في ط 1: (يكرهون الشهرة من اللين)، والمثبت من ط 2.
(¬2) لم أقف عليه، وفي "الفتاوى" (22/ 138): (وتكره الشهرة من الثياب، وهو المترفع الخارج عن العادة، والمتخفض الخارج عن العادة، فإن السلف كانوا يكرهون الشهرتين: المترفع والمتخفض، وفي الحديث: "من لبس ثوب شهرة ألبسه الله ثوب مذلة"، وخيار الأمور أوسطها) ا. هـ