كتاب الانتصار لأهل الأثر = نقض المنطق - ط عالم الفوائد

فغَلَوا وإنهم فيما بين ذلك لعلى هدًى مستقيم 1.
فصل
وأما كونُهم 2 أعلمَ ممَّن بعدهم وأحكَم وأن مخالفَهم أحقُّ بالجهل والحَشْو فنبيِّنُ ذلك بالقياس المعقول من غير احتجاجٍ بنفس الإيمان بالرسول كما قال الله {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} فأخبر أنه سَيُرِيهم الآياتِ المرئيَّة المشهودة حتى يتبيَّن لهم أن القرآن حق ثم قال {أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} أي بإخبار الله ربِّك في القرآن وشهادته بذلك.
فنقول من المعلوم أن أهل الحديث يشاركون كلَّ طائفةٍ فيما يتحلَّون به من صفات الكمال ويَمْتَازُون عنهم بما ليس عندهم فإن المنازع لهم لا بدَّ أن يَذْكُر فيما يخالفُهم فيه طريقًا أخرى مثل المعقول والقياس والرَّأي

الصفحة 13