كتاب الانتصار لأهل الأثر = نقض المنطق - ط عالم الفوائد
وقال تعالى {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} ومثل ذلك قوله {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا} إلى قوله {فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ} الآية فذكَر أن المؤمنين بالله وباليوم الآخر مِن هؤلاء هم أهلُ النجاة والسَّعادة وذكر في تلك الآية الإيمانَ بالرُّسل وفي هذه الإيمانَ باليوم الآخر لأنهما متلازمان.
وكذلك الإيمانُ بالرُّسل كلِّهم متلازم فمن آمن بواحدٍ منهم فقد آمن بهم كلِّهم ومن كفر بواحدٍ منهم فقد كفر بهم كلِّهم كما قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ} إلى قوله {أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا} الآية والتي بعدها فأخبر أن المؤمنين بجميع الرُّسل هم أهلُ السَّعادة وأن المفرِّقين بينهم بالإيمان ببعضهم دون بعضٍ هم الكافرون حقًّا.
وقال تعالى {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا • اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا • مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}.
فهذه الأصول الثلاثة توحيدُ الله والإيمانُ برسله وباليوم الآخر هي أمورٌ متلازمة 1.