كتاب الانتصار لأهل الأثر = نقض المنطق - ط عالم الفوائد

يُؤْمِنُونَ • هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا} الآية فأخبر أن الذين تركوا اتباعَ الكتاب وهو الرسالة يقولون إذا جاء تأويله وهو ما أخبرَ به جاءت رسلُ ربِّنا بالحقِّ.
وهذا كقوله {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى • قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا • قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} أخبر أن الذين تركوا اتباع آياته يصيبُهم ما ذكرنا.
فقد تبيَّن أن أصلَ السعادة وأصلَ النجاة من العذاب هو توحيدُ الله بعبادته وحده لا شريك له والإيمانُ برسله واليوم الآخر والعملُ الصالح وهذه الأمورُ ليست في حِكمتهم وفلسفتهم المبتدَعة ليس فيها الأمرُ بعبادة الله وحده والنهيُ عن عبادة المخلوقات بل كلُّ شركٍ في العالم إنما حدث برأيِ جنسِهم 1 إذ بينوا ما في الأرواح 2 والأجسام من القوى والطبائع وأن صناعةَ الطلاسم والأصنام والتعبد لها يورثُ منافعَ ويدفعُ مضارَّ فهم الآمرون بالشرك والفاعلون له.
ومن لم يأمر بالشرك منهم فلم يَنْه عنه 3 بل يقرُّ هؤلاء وهؤلاء وإن

الصفحة 295