كتاب الانتصار لأهل الأثر = نقض المنطق - ط عالم الفوائد
عندهم منه ليس بمتيقَّنٍ معلوم بل قد صرَّح أساطينُ الفلسفة أن العلوم الإلهية لا سبيل فيها إلى اليقين وإنما يُتَكلَّمُ فيها بالأحرى والأخلَق 1 فليس معهم فيها إلا الظن {وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}.
ولهذا يوجدُ عندهم من المخالفة للرُّسل أمرٌ عظيمٌ باهر حتى قيل مرَّةً لبعض الأشياخ الكبار 1 ممَّن يعرفُ الكلام والفلسفة والحديث وغير ذلك ما الفرق الذي بين الأنبياء والفلاسفة فقال السيفُ الأحمر 3.
ويريدُ الذي يسلكُ طريقتَهم يريد أن يوفِّق بين ما يقولونه وبين ما جاءت به الرُّسل فيدخلُ من السَّفْسَطة والقَرْمَطة في أنواعٍ من المُحَال الذي لا يرضاه عاقل كما فعل أصحابُ رسائل إخوان الصفا وأمثالهم 4 ومِن هنا ضلَّت القرامطةُ والباطنيةُ ومَن شَرَكَهم في بعض ذلك وهذا بابٌ يطولُ وصفه ليس الغرض هنا ذكره.
وإنما الغرض أن معلِّمَهم وضعَ منطقَهم ليَزِنَ به ما يقولونه من هذه