كتاب الانتصار لأهل الأثر = نقض المنطق - ط عالم الفوائد
وقد قال سبحانه عن أتباع هؤلاء الأئمَّة من أهل المُلْك والعلم المخالفين للرُّسل {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} إلى قوله {وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا} وقال تعالى {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ} إلى قوله {قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ}.
ومثلُ هذا في القرآن كثير يذكُر فيه مِن أقوال أعداء الرُّسل وأفعالهم وما أوتوه من قوى الإدراكات والحركات التي لم تنفعهم لمَّا خالفوا الرسل.
وقد ذكر الله سبحانه ما في المنتسبين إلى أتباع الرُّسل من العلماء والعُبَّاد والملوك من النفاق والضلال في مثل قوله {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} {وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ} يستعمَل لازمًا يقال صَدَّ صدودًا أي أعرَض كما قال تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا} ويقال صدَّ غيرَه يَصُدُّه والوصفان يجتمعان فيهم.
ومثلِ قوله {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا}.