كتاب الانتصار لأهل الأثر = نقض المنطق - ط عالم الفوائد

الرُّوم وذكروا فضلَ منطقهم وكلامهم على منطق أولئك وكلامهم ظهَر رجحانُ كلام الإسلاميين كما فعله القاضي أبو بكر بن الباقلاني في كتاب الدقائق 1 الذي ردَّ فيه على الفلاسفة كثيرًا من مذاهبهم الفاسدة في الأفلاك والنجوم والعقول والنفوس وواجب الوجود وغير ذلك وتكلَّم على منطقهم وتقسيمهم الموجودات كتقسيمهم الموجود إلى الجوهر والعَرَض ثم تقسيم الأعراض إلى المقولات التسعة 2 وذكَر تقسيمَ متكلِّمة المسلمين الذي فيه من التمييز والجَمْع والفَرْق ما ليس في كلام أولئك.
وذلك أن الله علَّم الإنسانَ البيان كما قال تعالى {الرَّحْمَنُ • عَلَّمَ الْقُرْآنَ} الآية وقال تعالى {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} وقال {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}.
والبيانُ بيانُ القلب واللسان كما أن العمى والبَكَم يكونُ بالقلب واللسان كما قال تعالى {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم «هلَّا سألوا إذا لم يعلموا إنما شفاءُ العِيِّ السؤال» 3.

الصفحة 323