كتاب الانتصار لأهل الأثر = نقض المنطق - ط عالم الفوائد

قوله تعالى {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} هنا هو متعدٍّ ومنه قوله {بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} أي متبيِّنة فهنا لازم.
والبيانُ كالكلام يكونُ مصدر بان الشيء بيانًا ويكونُ اسمَ مصدرٍ لبيَّن كالكلام والسَّلام لسلَّم وكلَّم 1 فيكونُ البيان بمعنى تبيَّن الشيء ويكونُ بمعنى بيَّنت الشيء أي أوضحته وهذا هو الغالبُ عليه ومنه قوله صلى الله عليه وسلم «إن من البيان لسحرًا» 2.
والمقصودُ ببيان الكلام حصولُ البيان لقلب المستمِع 3 حتى يتبين له الشيء ويستبين كما قال تعالى {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ} الآية ومع هذا فالذي لا يستبين له كما قال تعالى {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} الآية.
وقال {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} الآية وقال {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} وقال {وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} وقال {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ} الآية وقال {يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا} وقال {قُلْ إِنِّي عَلَى

الصفحة 325