كتاب الانتصار لأهل الأثر = نقض المنطق - ط عالم الفوائد

حتى صارت بينهم مودَّة 1.
فلما ظَهَر ما ظَهَر من الكفر والنفاق في المسلمين وقَوِيَ ما قَوِيَ من حال المشركين وأهل الكتاب كان مع ذلك 2 ما ظَهَر من استيلاء الجهمية 3 والرافضة وغيرهم من أهل الضلال وتقريب الصابئة ونحوهم من المتفلسفة وذلك بنوع رأيٍ يحسبه صاحبُه عقلًا وعدلًا وإنما هو جهلٌ وظلم إذ التسوية بين المؤمن والمنافق والمسلم والكافر أعظمُ الظلم وطلبُ الهدى عند أهل الضلال أعظمُ الجهل فتولَّد من ذلك محنةُ الجهمية حتى امتُحِنَت الأمةُ بنفي الصفات والتكذيب بكلام الله ورؤيته وجرى من محنة الإمام أحمد وغيره ما جرى مما يطول وصفُه.
وكان في أيام المتوكِّل قد عَزَّ الإسلامُ حتى أُلْزِمَ أهلُ الذمَّة بالشُّروط العُمَريَّة وأُلْزِمُوا الصَّغَار 4 فعَزَّت السُّنةُ والجماعة وقُمِعَت الجهميةُ والرافضةُ ونحوهم.

الصفحة 34