كتاب الانتصار لأهل الأثر = نقض المنطق - ط عالم الفوائد

وعمل من شُعورٍ وإرادة.
وذلك أن العبد له قوةُ الشعور والإحساس والإدراك وقوةُ الإرادة والحركة وإحداهما أصلُ الثانية مستلزمةٌ لها والثانية مستلزمةٌ للأولى ومكمِّلةٌ لها فهو بالأولى يصدِّق بالحقِّ ويكذِّبُ بالباطل وبالثانية يحبُّ النافعَ الملائمَ له ويبغض الضارَّ المنافي له.
والله سبحانه خلق عبادَه على الفطرة التي فيها معرفةُ الحقِّ والتصديقُ به ومعرفةُ الباطل والتكذيبُ به ومعرفةُ النافع الملائم والمحبةُ له ومعرفةُ الضارِّ المنافي والبُغض له فما كان حقًّا 1 موجودًا صدَّقَت به الفطرة وما كان حقًّا نافعًا عَرَفَته 2 الفطرةُ فأحبَّته واطمأنت إليه وذلك هو المعروف وما كان باطلًا معدومًا كذَّبت به الفطرةُ فأبغضته وأنكرته 3 قال تعالى {يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ}.
والإنسانُ كما سمَّاه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال «أصدقُ الأسماء الحارثُ وهمَّام» 4 فهو دائمًا يَهِمُّ ويعمل لكنه لا يعمل إلا لما يرجو منفعتَه أو دفعَ

الصفحة 49