كتاب الانتصار لأهل الأثر = نقض المنطق - ط عالم الفوائد

فأمَره الشرعُ بما يوجبُ أن يُنْزِل على قلبه الأسبابَ الهادية ويصرفَ عنه الأسبابَ المُعَوِّقة وهو ذِكْرُ الله تعالى فإن الشيطان وسواسٌ خنَّاسٌ فإذا ذكر العبد ربَّه خَنَس وإذا غفل عن ذكر الله وَسْوَس.
وذِكْرُ الله يُعْطِي الإيمانَ وهو أصلُ العلم 1 والله سبحانه ربُّ كلِّ شيءٍ ومليكُه وهو معلِّمُ كلِّ علمٍ وواهبُه فكما أن نفسَه أصلٌ لكلِّ شيءٍ موجودٍ فذكرُه والعلمُ به أصلٌ لكلِّ علمٍ وذكرٍ في القلب.
والقرآنُ يُعْطِي العلمَ المفصَّلَ فيزيدُ الإيمان كما قال جُنْدُبُ بن عبد الله البَجَليِّ وغيرُه من الصحابة تعلَّمنا الإيمانَ ثم تعلَّمنا القرآنَ فازددنا إيمانًا 2.
ولهذا كان أول ما أنزلَ الله على نبيِّه {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} فأمرَه أن

الصفحة 57