كتاب الانتصار لأهل الأثر = نقض المنطق - ط عالم الفوائد

رجعَ قطُّ عن قوله واعتقاده بل هم أعظمُ الناس صبرًا على ذلك وإن امتُحِنوا بأنواع المِحَن وفُتِنوا بأنواع الفتن.
وهذه حالُ الأنبياء وأتباعِهم من المتقدِّمين 1 كأهل الأخدود ونحوهم وكسَلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين وغيرهم من الأئمة.
حتى كان مالك رحمه الله يقول لا تَغْبِطُوا أحدًا لم يُصِبْه في هذا الأمر بلاء 2 يقول إن الله لا بدَّ أن يبتلي المؤمن فإن صبَر رفع درجتَه 3 كما قال تعالى {الم • أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ • وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} وقال تعالى {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} وقال تعالى {وَالْعَصْرِ • إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ • إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.
ومَن صبَر من أهل الأهواء على قوله فذاك لما فيه من الحقِّ إذ لا بدَّ في

الصفحة 73