كتاب المتفق والمفترق فيمن ذكر بكنيته من الرواة في الكتب الستة

عَبْدِ الرَّحْمَن، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -: «زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا» (¬1)، إسحاق بن كعب، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن، عن عطاء، عن ابن عباس، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُمَّ عَلِّم مُعَاوِيَةَ الكِتَابَ والْحِسَابَ، وِقِهِ العَذَابَ» (¬2)، هكذا ذكرهما ابن عدي هنا فوهم" (¬3).
وذكر جمال الدِّين الزَّيْلَعِيّ ما وقع للإمامِ ابْنِ الْجَوْزِيِّ من الوهم بسبب التَّشَابُه الشديد في أسماء الرُّواة، فقال: "حَدِيثٌ آخَرُ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي كِتَابِهِ: حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: «يُغْسَلُ الإِنَاءُ إذَا وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَإِذَا وَلَغَتْ الْهِرَّةُ غُسِلَ مَرَّةً»، انْتَهَى. وَقَالَ: حَدِيثٌ
¬__________
(¬1) حديث ضعيف معلول: رُوُي عن جماعة من الصحابة منهم: أَبُو هُرَيْرَةَ، وأَبُو ذَرٍّ، وعَائِشَة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَم، بطرق مختلفة معلولة تربو عن العشرة، أذكر منها طريقًا واحدًا وهو أشهرها أخرجه أَبُو دَاوُدَ الطَيَاِلسِيُّ (ت: 204 هـ) في مسنده (4/ 268)، والخرائطي (ت: 327 هـ) في اعتلال القلوب (2/ 295)، وابن الأعرابي (ت: 340 هـ) في معجمه (2/ 752)، والطبراني (ت: 360 هـ) في المعجم الأوسط (6/ 9)، وغيرهم كُلُّهُمْ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو, عَنْ عَطَاءٍ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، به، أعله أَبُو حَاتمٍ (ت: 277 هـ) بقوله: "هذا حديث منكر" في مواضع من العلل: (5/ 542 - 543)، (6/ 181)، (6/ 304). وقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّار (ت: 292 هـ) في مسنده (16/ 191): "ليس في زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث صحيح". كما أورده ابنُ عدي (ت: 365 هـ) في عدة مواضع من كامله وأعلها كلها منها: (4/ 63)، (4/ 186)، (4/ 250)، (5/ 165).
(¬2) حديث ضعيف: أخرجه أحمد في المسند (28/ 383) فيه الْحَارِث بْن زِيَادٍ، قَالَ ابن حجر في التهذيب (2/ 142): "قرأت بخط الذَّهَبِي في الميزان مجهول، وقال ابن عبد البر: مجهول وحديث منكر".
(¬3) الذَّهبي: ميزان الاعتدال (3/ 47).

الصفحة 25