رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وقفَ في حجّةِ الوداع (¬1)، فجعلوا يسألونه. فقال رجل: لم أشعرْ فحلقتُ قبلَ أن أذبحَ؟ قال: "اذبحْ، ولا حرجَ"، وجاء آخرٌ فقال: لم أشعرْ فنحرتُ قبل أن أرمي؟ قال: "ارمِ، ولا حرجَ". فما سُئل يومئذٍ عن شيءٍ قُدَّم ولا أُخّر إلا قال:"افعلْ، ولا حرجَ" (¬2).
249 - عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي، أنّه حجّ مع ابن مسعودٍ، فرآه يرمي الجمرةَ الكبرى بسبع حصياتٍ، فجعلَ البيتَ عن يَساره، ومنىَ عن يمِينه. ثم قال: هذا مَقامُ الذي أُنزلتْ عليه سورةُ البقرةِ - صلى الله عليه وسلم - (¬3).
250 - عن عبد الله بنِ عُمر رضي الله عنهما، أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللهمّ ارحمْ المُحلِّقينَ". قالوا: يا رسولَ الله والمقصِّرين (¬4)؟ قال: "اللهُمّ ارحمْ المُحلِّقين". قالوا: يا رسول الله والمقصرين؟ قال: "والمُقصِّرِينَ" (¬5).
251 - عن عائشةَ رضي الله عنها قالتْ: حججنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأفضْنا يومَ النَّحرِ. فحاضتْ صفيةُ، فأرادَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - منها ما
¬__________
= (3/ 569)، وانظر "الإحكام" لابن دقيق العيد (3/ 77).
(¬1) كان هذا في منى عند الجمرة يوم النحر، كما في "الصحيحين".
(¬2) رواه البخاري (83)، ومسلم (1036).
(¬3) رواه البخاري (1749)، ومسلم (1296) (307).
(¬4) كذا في "ب" وفي نسخة ابن الملقن، والذي في "أ" وهو أيضًا في "الصحيحين": "والمقصرين يا رسول الله؟ ".
(¬5) رواه البخاري (1727)، ومسلم (1301) (317).