كتاب عمدة الأحكام ت الزهيري

159 - عن يزيد بن رُومان، عن صالح بن خوَّات بن جُبير، عمّن صلى مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - صلاةَ ذاتِ الرِّقاع؛ صلاة الخوف، أن طائفةً صفّت معه، وطائفةٌ وِجاه العدوِّ. فصلى بالذين معه ركعةً. ثم ثبت قائمًا، وأتمُّوا لأنفُسِهم، ثم انصرفُوا فصفُّوا وجاهَ العدوِّ. وجاءتِ الطائفةُ الأخرى، فصلَّى بهم الركعةَ التي بقيت، ثم ثبتَ جالسًا، وأتمُّوا لأنفسِهم، ثم سلَّم بهم (¬1).
الذي صلَّى مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - هو: سهل بن أبي حَثْمة (¬2).

160 - عن جابر بنِ عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال: شهدتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - صلاةَ الخوفِ. فصفَفْنا صفّين (¬3) خلفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - والعدُوُّ بيننا وبين القِبلة، فكبَّر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وكبّرنا جميعًا، ثم ركعَ وركعْنا جميعًا. ثم رفعَ رأسَه من الرُّكوعِ، ورفعنا جميعًا، ثم انحدرَ بالسُّجودِ والصفُّ الذي يليه. وقام الصفُّ المؤخَّرُ في نحرِ العدوِّ. فلما قضى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - السجودَ، وقام الصفُّ الذي يليه، انحدرَ الصفُّ المؤخَّرُ بالسجودِ وقامُوا، ثم تقدَّم الصفُّ المؤخّرُ وتأخّرَ الصفُّ المقدَّمُ، ثم ركعَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وركَعْنا جَمِيعًا، ثم رفعَ رأسَه من الرُّكوع، ورفعنا جميعًا. ثم انحدرَ بالسجودِ والصفُّ الذي يليه -الذي كَان مؤخّرًا في الركعةِ الأولى-
¬__________
= عمر: "فإذا كان خوف أكثر من ذلك، فصل راكبًا، أو قائمًا. تومىء إيماءً".
(¬1) رواه البخاري (4129)، ومسلم (842).
(¬2) انظر لزامًا "فتح الباري" (7/ 422).
(¬3) زاد مسلم: "صفٌّ".

الصفحة 87