كتاب فوائد تمام (اسم الجزء: 2)

1174 - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ: مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ، ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو النَّصْرِيِّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُؤَذِّنُ بِدَارِيَّا وَدِمَشْقَ، وَكَانَ ضَرِيرًا، قَالُوا: ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ، ثنا أَبُو مُوسَى إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ، ثنا تَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، قَالَ: أَتَى الْعَبَّاسُ وَعَلِيُّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ لَمَّا اسْتُخْلِفَ، فَجَاءَ عَلِيُّ يَطْلُبُ بِنَصِيبِ فَاطِمَةَ، وَجَاءَ الْعَبَّاسُ يَطْلُبُ عَصَبَتَهُ مِمَّا كَانَ فِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ فِي يَدِهِ نِصْفُ خَيْبَرَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَهْمًا، وَكَانَتْ سِتًّا وَثَلَاثِينَ سَهْمًا، وَأَرْضُ بَنِي قُرَيْظَةَ وَفَدَكُ، فَقَالَ لَهُمَا أَبُو بَكْرٍ: لَا أَرَى ذَلِكَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «§إِنَّا مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ لَا نُوَرَّثُ مَا تَرَكْنَا، فَهُوَ صَدَقَةٌ» فَقَامَ قَوْمٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَهِدُوا بِذَلِكَ، قَالَا: فَدَعْهَا تَكُونُ فِي أَيْدِينَا عَلَى مَا كَانَ فِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَا أَرَى ذَلِكَ أَنَا الْوَالِي مِنْ بَعْدِهِ، وَأَنَا أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْكُمَا أَضَعُهَا فِي مَوَاضِعِهَا الَّذِي كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضَعُهَا فِيهِ، فَأَبَى أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهِمَا شَيْئًا، فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ أَتَيَاهُ، قَالَ: فَإِنِّي لَعِنْدَ عُمَرَ وَقَدْ أَتَاهُ مَالٌ، قَالَ: فَقَالَ: خُذْ هَذَا الْمَالَ فَاقْسِمْهُ فِي قَوْمِكَ بَنِي فُلَانٍ، إِذَا جَاءَ الْآذِنُ، فَقَالَ: بِالْبَابِ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ائْذَنْ، فَدَخَلُوا قَالَ: ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ: عَلِيُّ وَالْعَبَّاسُ بِالْبَابِ، فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُمَا، فَدَخَلَا، فَقَالَ عُمَرُ: مَا جَاءَ بِكُمَا إِلَيَّ، قَدْ طَلَبْتُمَاهُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ فَدَفَعَهُ إِلَيْكُمَا، قَالَ: فَتَرَدَّدُوا عَلَيْهِ، وَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ، قَالَ: أَدْفَعُهَا إِلَيْكُمَا عَلَى أَنْ آخُذَ عَلَيْكُمَا عَهْدَ اللَّهِ، وَمِيثَاقَهُ أَنْ تَعْمَلَا فِيهَا كَمَا كَانَ يَعْمَلُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخُذَاهَا، فَأَعْطَاهُمَا فَقَبَضَاهَا ثُمَّ مَكَثَا مَا -[73]- شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ إِنَّهُمَا اخْتَصَمَا فِيمَا بَيْنَهُمَا فِيهَا، فَجَاءَا إِلَى عُمَرَ، وَعِنْدَهُ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاخْتَصَمَا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَالَا: مَا شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَقُولَا، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اقْضِ بَيْنَهُمَا وَأَرِحْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ، فَقَالَ: «وَاللَّهِ لَا أَقْضِي فِيهَا أَبَدًا إِلَّا قَضَاءً قَدْ قَضَيْتُهُ، فَإِنْ عَجَزْتُمَا عَنْهَا فَرُدَّاهَا إِلَيَّ كَمَا دَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا» وَقَامَا مِنْ عِنْدِهِ فَلَمَّا وَلِيَ عُثْمَانُ أَتَيَاهُ فِيهَا، وَأَنَا عِنْدَهُ، فَقَالَ: «أَنَا أَوْلَى، وَأَنَا أَحَقُّ بِهَا مِنْكُمَا جَمِيعًا» فَلَمَّا سَمِعَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَخَذَ بِيَدِ أَبِيهِ، فَقَالَ: قُمْ هَهُنَا، فَقَالَ: أَيْنَ تُقِيمُنِي؟ قَالَ: بَلَى قُمْ أُكَلِّمُكَ، فَإِنْ قَبِلْتَ وَإِلَّا رَجَعْتَ إِلَى مَكَانِكَ، فَقَامَ مَعَهُ، فَقَالَ لَهُ: دَعْهَا تَكُونُ فِي يَدِ ابْنِ أَخِيكَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَكُونَ فِي بَعْضِ بَنِي أُمَيَّةَ، فَخَلَّاهَا الْعَبَّاسُ وَدَفَعَهَا إِلَى عَلِيٍّ، فَلَمْ تَزَلْ فِي يَدِ وَلَدِهِ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ

الصفحة 72