كتاب توجيه اللمع
باب: (خبر المبتدأ)
قال ابن جني: وهو كل ما أسندته إلى المبتدأ حدثت به عنه, وهو على ضربين: مفرد وجملة, فإذا كان الخبر مفردًا فهو المبتدأ في المعنى, وهو مرفوع بالمبتدأ, تقول: زيد أخوك, ومحمد صاحبك, فزيد هو الأخ, ومحمد هو الصاحب. فإن اجتمع في الكلام معرفة ونكرة جعلت المبتدأ هو المعرفة, والخبر هو النكرة 7/ب تقول: زيد جالس, فزيد هو المبتدأ, لأنه معرفة / وجالس هو الخبر, لأنه نكرة. فإن كانا جميعًا معرفتين كنت فيهما مخبرًا, أيهما شئت جعلته المبتدأ, وجعلت الآخر الخبر تقول: زيد أخوك, وإن شئت قلت: أخوك زيد.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
= يستحق إعرابًا, لأن الاسم لا يستحق الإعراب إلا بعد العقد والتركيب. ويدلك على ذلك: أن أسماء العدد وأسماء حروف التهجي إذا سردت متوالية من غير أن تعقد بشيء جاءت موقوفات الأعجاز كقولك واحد, اثنان, ثلاثة, أربعة, ونحو قوله تعالى: {كهيعص} , {حم} , {عسق} , فلأجل ذلك افتقر إلى الخبر, لأنه إذا ركب معه استحق الإعراب.
واعلم أن الجملة من المبتدأ والخبر تسمى «جملة اسمية» , لأن أولها اسم. والجملة من الفعل والفاعل «تسمى فعلية» , لأن أولها فعل, وأما ذكر المبتدأ من جهة التعريف والتنكير فسيأتي ذكره في باب خبر المبتدأ.
واعلم أن من أسماء الشرط والاستفهام ما يقع مبتدأ, كقولك: من يقم أقم معه. ومن أبوك؟ ولا يقع غيره من المرفوعات, لأن عامل المبتدأ معنوي, وعامل غيره من المرفوعات لفظي.
(باب خبر المبتدأ)
قال ابن الخباز: (وهو كل ما أسندته إلى المبتدأ وحدثت [به] عنه والظاهر أن قوله: (وحدثت به عنه) تكرير, لأنه لا يسند إليه إلا وهو حديث عنه, واعلم أن الإسناد أعم من الإخبار, لأن الإسناد يكون إخبارًا وغير إخبار, أمرًا أو نهيًا =
الصفحة 105
664