كتاب توجيه اللمع

باب: (المشبه بالفاعل في اللفظ)
قال ابن جني: وهو على ضربين: اسم كان (وخبر إن).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
= جيم كما قالوا في إنجاص وإنجانة: إجاص وإجانه, ذكرهما ابن أسد في الإفصاح. وأما قوله: {ليجزى قومًا} ففي يجزى ضمير الغفران الذي دل عليه يغفر, وذلك ليس مصدر يجزى, والنزاع إنما وقع في مصدر الفعل المبني للمفعول.
وأما قول جرير, فمن رواه:
41 - ولو ولدت فقيرة جرو كلب ... لسب ..........
فيجوز أن يكون «سب» محكيًا بقول هو جواب «لو» , أي: لقلنا: سب أو لقيل: سب, ويكون سب فعل أمر, وحذف القول كثير في كلامهم, فمن ذلك قوله تعالى: {فأما الذين أسودت وجوههم أكفرتم} أي: فيقال لهم: أكفرتم. ومن ذلك قوله تعالى: {والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفا} أي: فيقولون. قال أبو علي: ولو قلت: ضرب زيد الضرب, لم يستقم أن ترفع الضرب وتنصب زيدًا, لأن الضرب مصدر, وليس مفعول به كالدرهم, وذلك لما ذكرناه من الفرق بين المفعول به وغيره بالأوجه الثلاثة.
(المشبه بالفاعل في اللفظ وهو اسم (كان وخبر إن)
قال ابن الخباز: إنما كان هذان القسمان مشبهين بالفاعل, ولم يكونا فاعلين, لأن كان وأخواتها ليست بأفعال حقيقية. وإن وأخواتها حروف, فلذلك كان المرفوع بهما مشبهًا بالفاعل: وقوله: (في اللفظ) متعلق بالمشبه. أي: أن لفظه لفظ الفاعل, وليس معناه معناه, وحال اسم كان وخبر إن كحال ما لم يسم فاعله 32/أ, في أن / لفظه لفظ الفاعل, وهو في المعنى غير فاعل.

الصفحة 133