كتاب توجيه اللمع
الصيف تفطر بورق أخضر من غير مطر, ويقال: تربلت الأرض: لا يزال بها ربل, فيجوز أن تكون إربل مشتقة من ذلك, وقال الفراء: الريبال: النبات الكثير الملتف الطويل, فيجوز أن تكون هذه الأرض اتفق فيها في بعض الأحيان من الخصب وسعة النبت ما دعاهم إلى تسميتها بذلك, ثم استمر, كما فعلوا بأسماء الشهور.
وإربل هذه قلعة حصينة ومدينة كبيرة في فضاء من الأرض واسع بسيط, ولقلعتها خندق عميق, وهي في طرف من المدينة, وسور المدينة ينقطع في نصفها, وهي على تل عال من التراب عظيم واسع الرأس. وفي هذه القلعة أسواق ومنازل للرعية وجامع للصلاة وهي شبيهة بقلعة حلب إلا أنها أكبر وأوسع رقعة ... ومع سعة هذه المدينة فبنيانها وطباعها بالقرى أشبه منها بالمدينة, وأكثر أهلها أكراد قد استعربوا ... وبينها وبين بغداد مسيرة سبعة أيام للقوافل, وليس حولها بستان ولا فيها نهر جار على وجه الأرض, وأكثر زروعها على القنى المستنبطة تحت الأرض وشربهم من آبارهم العذبة الطيبة المرئية, التي لا فرق بين مائها وماء دجلة في العذوبة والخفة.
الموصل:
بفتح الميم وكسر الصاد «المدينة المشهورة العظيمة, إحدى قواعد بلاد الإسلام, قليلة النظير كبرًا وعظمًا, وكثرة خلق, وسعة رقعة, فهي محط رحال الركبان, ومنها يقصد إلى جميع البلدان» وهو بلد جليل حسن البناء, طيب الهواء, صحيح الماء, كبير الاسم, قديم الرسم, حسن الأسواق والفنادق, كثير الملوك والمشايخ, لا يخلو من إسناد عال وفقيه مذكور وقال ياقوت: «وكثيرًا ما وجدت العلماء يذكرون في كتبهم أن الغريب إذا أقام بالموصل سنة تبين في بدنه فضل قوة وما نعلم لذلك سببًا إلا صحة هواء الموصل وعذوبة مائها».
ابن الخباز
اسمه ونسبه: هو أحمد بن الحسين بن أحمد بن معالي بن منصور بن علي
الصفحة 19
664