كتاب توجيه اللمع
قال ابن جني: والبناء أربعة أضرب: ضم, وفتح, وكسر, ووقف. فالضم يكون في الاسم نحو حيث, ومن قبل, ومن بعد. وفي الحرف في «منذ «في لغة جربها. ولا ضم في الفعل.
والفتح يكون في الاسم نحو أين وكيف, وفي الفعل نحو قام وقعد, وفي الحرف نحو إن وثم.
والكسر يكون في الاسم نحو أمس وهؤلاء. وفي الحرف في «جير».
ـــــــــــــــــــــــــــــ
= يقع في الإعراب والبناء ففرقوا بين أسمائها لاختلاف صفاتها فسموا حركات الإعراب رفعًا ونصبًا وجرًا وسكونه جزمًا. وحركات / البناء ضمًا وفتحًا وكسرًا, وسكونه وقفًا. فالرفع: عبارة عن اختصاص الآخر بالضمة التي يحدثها العامل.
[والنصب: اختصاص الآخر بالفتحة التي يحدثها العامل] والجر: اختصاص الآخر بالكسرة التي يحدثها العامل. والجزم: اختصاص الآخر بالسكون والحذف اللذين يحدثهما العامل.
واشترك الاسم والفعل في الرفع والنصب, لأن الأصل في الأسماء أن تكون معربة وإعراب الأفعال لمشابهتها, وإعراب الأسماء ثلاثة أنواع: رفع ونصب وجر. فأعربت الأفعال بالرفع والنصب قضاء من حق المشابهة. وانفرد الاسم بالجر, لأن عامله لا يصح دخوله على الفعل. وانفرد الفعل بالجزم, لأن عامله لا يصح دخوله على الاسم.
قال ابن الخباز: وكما كان الإعراب أربعة أضرب يكون البناء أربعة أضرب:
لحصول الحركات الثلاث والسكون فيه.
والأصل في الإعراب الحركة, للفرق بين المعاني من الفاعلية والمفعولية والإضافة.
والأصل في البناء السكون, لأن حركته لا تفيد معنى.
وإنما بنيت (حيث) لأنها تفتقر إلى الإضافة في فهم معناها, فجرت مجرى الحرف الذي لابد له من غيره, وحرك آخرها لالتقاء الساكنين, وضمت ضبيها بقبل وبعد, لأنها تلزم الإضافة, ومن العرب من يفتحها طلبًا للخفة, ومنهم من يكسرها على أصل التقاء الساكنين. =
الصفحة 69
664