كتاب توجيه اللمع

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
= ومن الأفعال الفعل الماضي نحو: قام وقعد, وبناؤه, لأنه فعل, والأصل في الأفعال البناء, لأنها تدل بالصيغ المختلفة على المعاني المختلفة, وحرك آخره, لأنه ضارع الأسماء مضارعة ناقصة حيث وقع صفة, وبعد حرف الشرط كقولك: مررت برجل قام, وإن ذهب زيد جلس عمرو وبني على الفتحة, لأن الأصل فيه أن يبنى / على السكون فلما تعذر لمضارعة الأسماء بني على أقرب الحركات إلى السكون, وتلك الفتحة.
وبنيت إن وثم, لأنهما حرفان, وحركتهما, لالتقاء الساكنين, وفتحهما, طلب للخفة, وقال أبو سعيد: لو ضمتا لتوالت في ثم ضمتان وفي إن كسرة وضمة, ولو كسرتا لتوالت في إن كسرتان, وفي ثم ضمة وكثرة فلم تبق إلا الفتحة.
والكسرة أثقل من الفتحة فقل البناء عليها, كما قال البناء على الضمة.
وبنيت «أولاء» , لأنهما تضمنت معنى حرف الإشارة, وحركت, لالتقاء الساكنين, وكسرت, على أصله, وها حرف تنبيه, وليست من الاسم ومنهم من يقصرها فيقول: «أولاً» وهي مبنية على السكون, لأن آخرها ألف. قال الكميت:
5 - وكنت لهم من هؤلاء وهؤلا ... مجنًا على أني أدم وأقصب
وبنيت «أمس» , لأنها تضمنت لام التعريف, والدليل على ذلك وجهان:
أحدهما: صحة ظهورها معها, كقول ذي الرمة:
6 - أو مقحم أضعف الأبطان حادجه ... بالأمس فاستأخر العدلان والقتب
والثاني: صفتها بالألف واللام, كقول يزيد بن الصعق: =

الصفحة 71