كتاب توجيه اللمع
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
= كما حمل نصب جمع التذكير على جره, فجرى الفرع مجرى الأصل, وقيل: لو 16/أأعرب جمع التأنيث بثلاث حركات لكان الفرع أوسع مجالًا من الأصل / وذلك كقولك: هؤلاء هندات, ومررت بهندات, ورأيت هندات.
واختلفوا في الألف والتاء وفي التنوين. أما الألف والتاء: فقيل: إنهما كلتاهما علامتان لمجموع الجمع والتأنيث, فأيتهما سقطت زال مجموع المعنيين, وهذا هو الصحيح, وقيل: إن الألف تدل على الجمع والتاء تدل على التأنيث, وقيل بالعكس. وأما التنوين: فقيل: إنه للخفة والمكانة كتنوين «رجل» , وقيل: إنه للمقابلة, وحقيقة ذلك أنه بإزاء النون في الزيدين والدليل عليه قوله تعالى: {فإذا أفضتم عرفات عرفات} فإدخاله في المؤنث المعرفة يوجب أنه للمقابلة, ولو كان للصرف لم يدخل, وقيل فيه غير هذا.
ولا يخلو المجموع هذا الجمع من أن يكون مؤنثًا بعلامة أو بغير علامة. فالذي بغير العلامة: لا تصنع فيه شيئًا غير أن تزيد الألف والتاء وقد ذكر.
والمؤنث بالعلامة ثلاثة أقسام:
القسم الأول: المؤنث بالتاء, كمسلمة وقائمة تقول في جمعه: مسلمات وقائمات, وكان أصله مسلمتات وقائمتات, وإنما حذفت إحدى التائين, لئلا يجتمع في الاسم الواحد علامتنا تأنيث, وإنما خصت الأولى بالحذف, لأن الثانية طارئة والطارئ يزيل حكم الثابت, وقيل: لأن التاء الثانية والألف تدلان على الجمع والتأنيث فلا تحذف.
القسم الثاني: المؤنث بالألف المقصورة, كحبلى وحبارى تقول في جمعه: حبليات وحباريات وإنما لم يحذفوا الألف لسكونها, لأنهم لو حذفوها لالتبس عليهم بناء الجميع ببناء الواحد فصار حبلات كبهماة وحبارات كشكاعاة, وإنما قلبوها حرف علة, لأن حروف العلة متجانسة فقلب بعضها إلى بعض كلا قلب, وإنما =
الصفحة 97
664