كتاب قطعة من المعجم الكبير

أَسْتَشْهِدَ، أَوْ يَفْتَحُ اللَّهُ لَكَ، وَلا أَرَى هَؤُلاءِ الْقَوْمَ إِلا قَاتِلِيكَ، فَإِنْ يَقْتُلُوكَ فَذَاكَ خَيْرٌ لَكَ وَشَرٌّ لَهُمْ، فَقَالَ عُثْمَانُ: أَسْأَلُكَ بِالَّذِي لِي عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ لَمَّا خَرَجْتَ إِلَيْهِمْ خَيْرًا يَسُوقُهُ اللَّهُ بِكَ، أَوْ شَرًّا يَدْفَعُهُ اللَّهُ بِكَ، فَسَمِعَ وَأَطَاعَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْهُ اجْتمَعُوا، وَظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ جَاءَهُمْ بِبَعْضِ مَا يُسَرُّونَ بِهِ، فَقَامَ خَطِيبًا، فَحَمَدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشِيرًا وَنَذِيرًا، يُبَشِّرُ بِالْجَنَّةِ مَنْ أَطَاعَهُ، وَيُنْذِرُ النَّارَ مَنْ عَصَاهُ، وَأَظْهَرَ مَنِ اتَّبَعَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، ثُمَّ اخْتَارَ لَهُ الْمَسَاكِنَ، فَاخْتَارَ لَهُ الْمَدِينَةَ، فَجَعَلَهَا دَارَ الْهِجْرَةِ، وَجَعَلَهَا دَارَ الإِيمَانِ، فَوَاللَّهِ مَا زَالَتِ الْمَلائِكَةُ حَافِّينَ بِهَذِهِ الْمَدِينَةِ مُنْذُ قَدِمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَازَالَ سَيْفُ اللَّهِ مَغْمُودًا عَنْكُمْ مُنْذُ قَدِمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَوْمِ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى، فَإِنَّمَا يَهْتَدِي بِهُدَى اللَّهِ، وَمَنْ ضَلَّ، فَإِنَّمَا يَضِلُ بَعْدَ الْبَيَانِ وَالْحُجَّةِ، وَأَنَّهُ لَمْ يُقْتَلْ نَبِيٌّ فِيمَا مَضَى، إِلا قُتِلَ بِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مُقَاتُلٍ، كُلُّهُمُ يُقْتَلُ بِهِ، وَلا قُتِلَ خَلِيفَةٌ قَطُّ، إِلا قُتِلَ بِهِ خَمْسَةٌ وَثَلاثُونَ أَلْفَ مُقَاتِلٍ، كُلُّهُمْ يُقْتَلُ بِهِ، فَلا تَعْجَلُوا عَلَى هَذَا الشَّيْخِ بِقَتْلٍ، فَوَاللَّهِ لا يَقْتُلُهُ مِنْكُمْ رَجُلٌ إِلا لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَدُهُ مَقْطُوعَةٌ مَشْلُولَةٌ، اعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ لِوَالِدٍ عَلَى وَلَدٍ حَقٌّ، إِلا وَهَذَا الشَّيْخُ عَلَيْكُمْ مِثْلُهُ. قَالَ: فَقَامُوا، فَقَالُوا: كَذَبَتِ الْيَهُودُ، كَذَبَتِ الْيَهُودُ. قَالَ: كَذَبْتُمْ وَاللَّهِ، وَأَنْتُمْ آثِمِينَ، مَا أَنَا بِيَهُودِيٍّ، إِنِّي لأَحَدُ الْمُسْلِمِينَ، يَعْلَمُ اللَّهُ بِذَلِكَ @

الصفحة 107