كتاب شرح كلمة الإخلاص لابن رجب

أما الشرح فقد عارضتُه -بعد تفريغه- بأصله المسموع، فصوَّبتُ ما وقع في النسخة المفرَّغة من سَقطٍ أو تصحيفٍ.
ثم اجتهدتُ في تهذيبه وتنسيقه وترتيبه بما يتلاءم مع الكتاب المطبوع.
ثم بعد ذلك قرأتُه على شيخنا - حفظه الله - كاملاً، قراءةَ ضبطٍ وتصحيحٍ، فكان يصوِّب ويُعدِّل، ويحذفُ ويُضيف، حتى استقام على سوقُه بما ترى.
والغاية من هذا كلِّه أن يخرج الشرحُ على أكملِ صورةٍ وأصحِّ وجهٍ، معتمَداً من قِبَلِ شارِحِه، صحيحَ النسبة إليه (¬1).
وأما الأصلُ المشروح وهو رسالة «كلمة الإخلاص» لابن رجب رحمه الله فقد عُنيتُ بها عنايةً خاصَّةً، فضبطتُ نصَّها وخرَّجتُ أحاديثَها، وعزوتُ نقولَها.
ثم قابلتُ نَصَّها على نسختين خطيتين تامَّتين:
أما الأولى: فهي نسخةٌ نفيسةٌ مكتوبةٌ في حياة الحافظ ابن رجب -رحمه الله-، وناسخها أحدُ تلامِذَتِه، وهو: الشيخُ الفقيهُ محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ عبدِ الدائم الباهيُّ الحنبليُّ (ت:802 هـ) (¬2)، وفرغ من نسخها يوم الجمعة سادس جمادى الأولى سنة (787 هـ)، وتقع في (12) ورقة، وهي من مصورات
¬__________
(¬1) وأُنبِّه هنا إلى أنَّه قد طُبِع الشرحُ باعتناء الشيخ صبري سلامة شاهين -وفَّقَه الله- وسَمَّاه «الفريد في شرح كتاب التوحيد»، ونشرته دار القاسم بالرياض عام 1430 هـ، ولكون هذا الشرحَ لم يُقرأ على شيخنا -حفظه الله- ولم يصوَّب من قِبَلِه فقد وقع فيه بعض الأوهام والنقص في مواضع متعدِّدة، لا من حيث الخدمة، ولا من حيث الطباعة، ولذا لم يتم اعتماد الشرح من قِبل شيخنا ولم يَرضَ عنه، وقد أصدر بياناً بذلك ونُشِرَ في موقعه الإلكتروني.
(¬2) قال عنه ابن حجر: (اشتغل كثيراً وسمع من شيوخِنا ونحوهِم، وعُنيَ بالتحصيل، ودَرَّس وأفتى، وكان عاقلاً رصيناً كثير التأدب)، وقال ابن حجي: (كان أفضل الحنابلة بالديار المصرية وأحقهم بولاية القضاء)، ووصفه شيخه البُلقينيُّ بـ (الشيخ العالِم المحقِّق مفتي المسلمين جمال المدَرِّسين).
تنظر ترجمته في: «إنباء الغُمر» لابن حجر (2/ 182)، و «الضوء اللامع» للسخاوي (9/ 224)، و «السُّحُب الوابِلة» لابن حميد المكي (3/ 1075).

الصفحة 6