كتاب غريب القرآن لابن قتيبة ت أحمد صقر

وكان الرئيس يعتم بعمامة صفراء تكون علمًا لرياسته ولا يكون ذلك لغيره ونحوه قوله: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ} (1) أي يثوبون إليه، يعني يعودون إليه في كل عام.
* * *
27- و (السُّلطان) [المُلْكُ والقهر] فإذا لم يكن ملك وقهر فهو بمعنى حجة وبرهان، كقوله: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ} (2) وكقوله: {أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ} (3)
* * *
28- و (القُرْآن) من قولك: ما قرأت الناقة سَلًى (4) قَطُّ، أي: ما ضَمَّت في رحمها ولدًا، وكذلك ما قرأت جنينا. وأنشد أبو عُبَيْدة:
هِجَانِ اللَّونِ لَمْ تَقْرَأْ جَنِينَا (5)
وقال في قوله: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} (6) أي تأليفه. قال: وإنما سمي قرآنا لأنه جمع السور وضمّها. ويكون القرآن مصدرًا كالقراءة: يقال: قرأت قراءة حسنة وقرآنا حَسَنًا. وقال الله: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} (7) أي قراءة الفجر، يعني صلاة الفجر. قال الشاعر في عثمان بن عفان رضي الله عنه-:
__________
(1) سورة البقرة 125.
(2) سورة هود 96، وغافر 23.
(3) سورة الصافات 156، وانظر بحث السلطان في تأويل مشكل القرآن 385.
(4) في اللسان 19/ 120 "السلى: لفافة الولد من الدواب والإبل، وهو من الناس المشيمة".
(5) مجاز القرآن 2.
(6) سورة القيامة 17.
(7) سورة الإسراء 78.

الصفحة 33