كتاب غريب القرآن لابن قتيبة ت أحمد صقر

45- {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا} أي سَلْ من أرسلنا إليه رسولا - من رسلنا - قبلك؛ يعني: أهل الكتاب (1) .
52- {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ} قال أبو عبيدةَ (2) "أراد بل أنا خير".
وقال الفراء: "أخبرني بعض المشيخة: أنه بلغه أن بعض القراء قرأ: (أمَا أنَا خَيْرٌ) وقال لي هذا الشيخ: لو حفظت (3) الأثر لقرأت به؛ وهو جيد في المعنى".
55- {فَلَمَّا آسَفُونَا} أي أغضَبونا (4) . و"الأسف": الغضب. يقال: أسِفتُ آسَفُ أسفًا؛ أي غضبتُ.
56- {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا} قومًا تقدَّموا.
{وَمَثَلا} عبرةً.
وقرأها الأعرج: (5) (سُلَفًا) كأن واحدته: "سُلْفةٌ" [أي عُصبة وفرقة متقدمة] من الناس، مثل القِطعة. تقول: تقدمتْ سُلفةٌ من الناس.
وقرئت: (سُلُفًا) (6) ؛ كما قيل: خَشَب وخُشُب وثَمَر وثُمُر. ويقال (7) : هو جمع "سَلِيفٍ". وكله من التقدُّم.
__________
(1) كما في تأويل المشكل 209-210. وانظر القرطبي 16/95-96.
(2) والسدي. على ما في الطبري 25/49، والقرطبي 16/99، والبحر 8/22.
(3) كذا بالأصل. ولعل المراد: لو تأكدت من ثبوته واستفاضته. كما يدل عليه لفظ الطبري في روايته له: "ولو كانت هذه القراءة قراءة مستفيضة في قراءة الأمصار، لكانت صحيحة، وكان معناها حسنا ... " وهو: ألست خيرا؛ كما قال القرطبي 16/100. وانظر البحر 8/23.
(4) كما قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي وابن زيد. على ما في تفسير الطبري 25/50، والقرطبي 16/101، والدر المنثور 6/19.
(5) في إحدى قراءتيه. وكذلك علي وابن مسعود ومجاهد والنخعي وغيرهم.
(6) وقد قرأ بها حمزة والكسائي ويحيى بن وثاب والأعرج أيضا وآخرون.
(7) كما قال الزجاج والفراء. على ما في اللسان 11/59، وتفسير القرطبي 16/102. وراجع أيضا في ذلك كله: الطبري 25/51، والبحر 6/23-24.

الصفحة 399