كتاب غريب القرآن لابن قتيبة ت أحمد صقر

8 و9- {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} أي قدرَ قوسين عربيتَيْن (1) .
وقال قوم: "القوس: الذارع؛ أي كان ما بينهما قدر ذراعين".
والتفسير الأول أعجبُ إليَّ؛ لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (2) : "لَقابُ قوسِ أحدِكم من الجنةِ، أو موضعُ قِدِّه - خيرٌ له من الدنيا وما فيها". و "القِدُّ": السوط.
10- {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} عن الله عز وجل.
11- {مَا رَأَى} يقول بعض المفسرين: "إنه أراد: رؤية بصر القلب".
12- {أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى} أفتجادلونه. من "المراء".
ومن قرأ: {أَفَتُمَارُونَهُ} (3) ؛ أراد: أفتجحدونه.
16- {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} من أمر الله تعالى.
17- {مَا زَاغَ الْبَصَرُ} أي ما عدل.
{وَمَا طَغَى} ما زاد ولا جاوز.
19-21- {أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنْثَى} ؟! كانوا يجعلونها بناتِ الله؛ فقال: ألكم الذكورُ من الولد وله الإناثُ؟!
22- {تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى} أي جائرةٌ. يقال: ضِرت في الحكم؛ أي جُرْت.
و"ضِيزَى": فُعلى؛ فكسرت الضاد للياء. وليس في النعوت "فِعْلَى".
__________
(1) كما قال ابن عباس وابن المسيب وعطاء ومجاهد وقتادة والفراء. وهو اختيار الطبري. و "أو" بمعنى بل، كما في المشكل 415.
(2) النهاية 3/282، واللسان 2/187، والقرطبي 17/90. وقد أخرج في الصحيح عن أبي هريرة مختصرا، على ما في القرطبي. وراجع الطبري 27/26-27، والدر 6/123، والبحر 8/154 و 158.
(3) وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف ويعقوب.

الصفحة 428