كتاب غريب القرآن لابن قتيبة ت أحمد صقر

ويقال: مُقَرَّطون (1) ويُنْشَد فيه شعر:
ومُخَلَّداتٌ باللُّجَيْنِ كأنَّمَا ... أعْجَازُهُنَّ أَقاوِزُ الكُثْبانِ (2)
18- {بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ} لا عرًى لها ولا خراطِمَ.
18و19- {وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا} كان بعضهم (3) يذهب في قوله: {لا يُصَدَّعُونَ} ؛ [إلى أن معناه] أي لا يتفرقُون عنها. من قولك: صَدَّعتُه فانْصَدَع.
ولا أراه إلا من "الصُّداع" (4) الذي يعتري شرابَ الخمر في الدنيا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم -في وصف الجنة-: " وأنهار من كأسٍ ما إنْ بها صُدَاعٌ ولا ندامةٌ ".
{وَلا يُنْزِفُونَ} قد ذكرناه (5) .
28- {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ} أي لا شَوْكَ فيه: كأنه خُضِدَ شَوْكُهُ أي قُطع.
ومنه قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في المدينة: "لا يُخْضَدُ شوكُها ولا يُعْضَدُ شجرُها" (6) .
__________
(1) روي عن ابن جبير في القرطبي، وعن الفراء أيضا في البحر.
(2) البيت: في اللسان 4/144 و 7/266، والقرطبي 17/202. و "الأقاويز" جمع "قوز" بالفتح، وهو: الكثيب الصغير من الرمل، كما قال أبو عبيدة.
(3) كمجاهد. إلا أنه كان يقرأ (يصدعون) : بتشديد الصاد وفتح الياء؛ كما في البحر 8/205. لا بضمها كما ضبط خطأ في القرطبي 17/203 كقوله تعالى في سورة الروم: 43 -: (يومئذ يصدعون) . وانظر اللسان 10/61-64، والبحر 8/201.
(4) كما هو رأي الأكثرين: كسعيد وقتادة والضحاك، ومجاهد أيضا على ما في تفسير الطبري 27/101. واختاره الطبري واقتصر عليه.
(5) تأويل المشكل 5، وما تقدم ص 370-371. وانظر الطبري.
(6) النهاية 3/104، واللسان 4/142 و 286. والحديث مشهور متداول في كتب السنة والفقه. فراجع بعض رواياته: في الفتح الكبير 3/254. وانظر الطبري 27/103، والقرطبي 17/207، والبحر 8/206.

الصفحة 447