كتاب غريب القرآن لابن قتيبة ت أحمد صقر

{وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا} وليسألوكم مهورَ من خرج إليكم من نسائهم (1) .
11- {وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ} يقول: إن ذهبت امرأة من نسائكم فلحقتْ بالمشركين بمكة {فَعَاقَبْتُمْ} أي أصبتم [منهم] عُقْبَى (2) أي غنيمةً من غزوٍ.
ويقال: "عَاقَبْتُمْ": غزوتم معاقِبين غزوًا بعد غزو (3) .
[فآتوا] : فأعطوا المسلمين.
{الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ} إلى مكةَ {مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا} -يعني: المهر- من تلك الغنيمة قبل الخُمُس (4) .
وتُقرأ: (فَعَقَّبْتُمْ) (5) من "تعقيب الغزو".
وتقرأ: (فَأَعْقَبْتُمْ) (6) .
12- {وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ} ؛ [أي لا يُلْحِقْن (7) بأزواجهن غير أولادهم] .
__________
(1) راجع الكلام عن أحكام هذه الآية وسبب نزولها: في أحكام الشافعي 1/185-187 و 2/67-70، والطبري 28/44-49، والقرطبي 18/61-68، والفخر 8/140، والبحر 207، وأسباب الواحدي 8/317.
(2) كما قال أبو عبيدة، على ما في الفخر 8/141. واختاره الطبري 28/49، وأبو إسحاق النحوي على ما في اللسان 2/110. وانظر: البحر 8/258. وهو قريب مما حكاه الواحدي عن المفسرين -على ما في الشوكاني 8/210-: "فغنتم". وهو قول مسروق والنخعي، على ما في الطبري 28/50 واللسان.
(3) كما حكاه الفخر عن المبرد بزيادة، ونسبه القرطبي 18/69 إلى ابن قتيبة.
(4) هذا رأي ابن عباس ومجاهد وقتادة ومسروق والنخعي، على ما في الطبري 28/50، والقرطبي والدر 6/207-208. وقال الشافعي في الأحكام 2/71: "كأنه يعني من مهورهم؛ إذا فاتت امرأة مشرك أتتنا مسلمة، قد أعطاها مائة في مهرها؛ وفاتت امرأة مشركة إلى الكفار، قد أعطاها مائة-: حسبت مائة المسلم بمائة المشرك. فقيل: تلك العقوبة". وروي نحوه عن الزهري، واختاره الزمخشري. انظر: الطبري 28/49، والبحر 8/258، والدر 6/206.
(5) بالتشديد كما قرأ علقمة والنخعي وحميد وغيرهم. وقرئت أيضا: بفتح القاف وبكسرها مع التخفيف: وكلها لغات بمعنى واحد، كما قال القرطبي. وراجع: الطبري والبحر 8/257، والفخر، واللسان.
(6) قرأ مجاهد بذلك، وقال: "صنعتم كما صنعوا بكم". كما في القرطبي. وحكاها عنه في البحر. وذكرت في الفخر غير منسوبة.
(7) كما روي عن ابن عباس في الطبري 28/51، والدر 6/210، والفخر 8/142. واختاره الطبري، والجمهور على ما في القرطبي 18/72، والبحر 8/258.

الصفحة 462