كتاب غريب القرآن لابن قتيبة ت أحمد صقر

سورة المنافقون
مدنية كلها (1)
2- {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً} أي استتروا بالحلف: كلّما ظَهَر [النبيُّ] على (2) شيء منهم يوجب معاقبتهم، حلفوا كاذبين.
ومن قرأ: (إِيمَانَهُم) بكسر الألف؛ (3) ؛ أراد: تصديقهم بالله جُنةٌ [ووِقاية] (4) من القتل.
4- {كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ (5) مُسَنَّدَةٌ} جمع "خَشَبة". كما يقال: بَدَنَةٌ وبُدْنٌ، وأَكَمَةٌ وأُكْمٌ، ورَحْمَةٌ ورُحْمٌ. ومن المعتل: قادة وقُود (6) .
__________
(1) بالإجماع على ما في القرطبي 18/120، والبحر 8/271، والفخر 8/154، والدر 6/222، والشوكاني 5/222.
(2) كذا بالأصل. أي اطلع عليه. قال في اللسان 6/200: "يقال: أظهرني الله على ما سرق مني؛ أي أطلعني عليه".
(3) كالحسن على ما في البحر. والأولى قراءة الجمهور التي اقتصر عليها الطبري والفخر والقرطبي.
(4) فالجنة تطلق على الوقاية، كما تطلق على السترة. كما في اللسان 16/246-247.
(5) بسكون الشين. وهي قراءة قنبل عن ابن كثير والكسائي وأبي عمرو وغيرهم، واختيار أبي عبيد وأبي حاتم. على ما في القرطبي 18/125، والبحر 8/272. وانظر الكشاف 2/461، والطبري 28/70، والشوكاني 5/224. وراجع اللسان 1/340 و 14/286 و 15/121 و 16/193.
(6) كذا بالقرطين 2/170. وفي الأصل: "فأر وثور"!! و "القود" جمع الجمع، والمفرد: قائد. على ما قد يؤخذ من اللسان 4/372، والقاموس 1/330. وقد ضبط فيهما: بتشديد الواو. وسكت عنه شارح القاموس 2/477. وهو ضبط يخرج المثال عن صحة الاستشهاد به. نعم قد ورد في اللسان 374: "خيل قود" بضم القاف وتسكين الواو؛ وإن ورد في القاموس بفتح الواو. فلو صح هذا وثبت أن يطلق على الخيل قادة، كان المثال صحيحا في الجملة. ولو ثبت أن العادة والغادة يجمعان على عود وغود، لكان ما في الأصل مصحفا عن أحدهما. لكن لم يثبت ذلك على ما في اللسان 4/309 و 323، والتاج 2/436 و 447.

الصفحة 467