كتاب غريب القرآن لابن قتيبة ت أحمد صقر

وقد ذكرت هذا في كتاب "تأويل المشكل"، وتأويل قوله: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} (1) .
17- {إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلا يَسْتَثْنُونَ} أي حلفوا ليَجُذُّنَّ ثمرها صباحًا؛ ولم يستثنوا.
20- {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ} أي سوداءَ كالليل مُحْتَرِقَةً. و "الليل" هو: الصّريم؛ و "الصبح" أيضًا: صريم. لأن كل واحد منهما ينصرم من صاحبه. (2) .
ويقال: "أصبحت: وقد ذهب ما فيها من الثمر؛ فكأنه صُرِمَ" (3) أي قُطِع وجُذَّ.
23-24- {وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ} أي يتسارون: بـ {أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ} (4) .
25- {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ} أي منعٍ (5) . و "الحَرْد" و "المُحَارَدة": المنع. يقال: حَارَدَتْ السَّنَةُ؛ إذا لم يكن فيها مطرٌ. وحاردت الناقةُ: إذا لم يكن لها لبَنٌ.
__________
(1) ص 25 و 118-121. وراجع القرطبي 18/236، والطبري 29/18، والفخر، والبحر 8/311.
(2) المشكل 143، وأضداد ابن الأنباري 8. وذكر في الفخر 8/200، واللسان 15/228-229. وحكاه الطبري 29/20 عن بعضهم -كابن عباس- باختصار. كما حكاه القرطبي 18/242 وصاحب البحر 8/312 عن شمر. وانظر الدر 6/254، وما نقل عن الفراء في القرطبي 18/241 والبحر واللسان.
(3) ذكر ذلك في الفخر أيضا. وحكي في اللسان عن قتادة مختصرا.
(4) كما قال قتادة على ما في الدر 6/254، والقرطبي 18/241، والطبري 29/20. وحكي عن عطاء في القرطبي، وابن عباس في الفخر والدر. وانظر البحر واللسان 2/335.
(5) هذا قول أبي عبيدة والمبرد على ما في الشوكاني 5/264، والقرطبي 18/243، والبحر 8/305. ونسبوه إلى ابن قتيبة أيضا. وذكر في الفخر، واللسان 4/121 و 125. وهو رأي الفراء على ما قال الأزهري. وحكاه الطبري 29/21 عن بعض أهل المعرفة بكلام العرب من أهل البصرة، وذكر توجيهه، ثم قال: "وهذا قول لا نعلم له قائلا -من متقدمي أهل العلم- قاله".

الصفحة 479