كتاب غريب القرآن لابن قتيبة ت أحمد صقر

و "الحَرْد" أيضًا: القَصْدُ. يقال للرجل: لئن حَرَدتَ حَرْدَك؛ أي قصدتَ قصدَك. (1) ومنه قول الشاعر:
أمَّا إِذا حَرَدَتْ حَرْدِي فمُجْرِيَةٌ (2)
أي إذا قصَدتْ قَصْدِي.
ويقال (3) : (عَلَى حَرْدٍ) أي على حَرْدِ. وهما لغتان (4) ؛ كما يقال: الدَّرَك والدَّرْك. قال الأشهب بن رُمَيْلة:
أُسُودُ شَرًى لاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ ... تَساقَوْا على حَرْدٍ دِمَاءَ الأسَاوِدِ (5)
{قَادِرِينَ} أي مَنَعوا: وهم قادرون، أي واجدون.
28- {قَالَ أَوْسَطُهُمْ} أي خيرُهم [فعلا] ، وأَعْدلُهم قولا-: {أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ} أي هلا تسبحون (6) .
40- {أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ} أي كفيل (7) . يقال: زَعَمْتُ به أزعُم [زَعْمًا وزَعَامَةً] ؛ إذا كَفَلْت.
__________
(1) في القرطبي، والكشاف 2/481، والفخر 8/201. وهذا الرأي نقل في اللسان -مع ما سبق وغيره- عن ابن الأعرابي، وروي عن ابن عباس، واختاره الطبري وأبو حيان 8/312.
(2) صدر بيت لمنقذ الأسدي الملقب بالجميح. وعجزه -كما في اللسان 9/214 و 18/151، والتاج 5/175 و 10/71-:
*ضبطاء تسكن غيلا غير مقروب*
والرواية في الموضع الأول: "أحردت". وهو تشبيه للمرأة باللبؤة الضبطاء نزقا وخفة.
(3) يعني: يقرأ. وهي قراءة أبي العالية وابن السميقع، كما في القرطبي والشوكاني 5/265.
(4) فصيحتان حكاهما المفضل وابن السكيت، وإن كان التسكين أكثر كما قال ابن الأعرابي على ما في اللسان 4/122، والبحر 8/305.
(5) البيت له: في الطبري 29/21، والبحر 8/305، واللسان 4/122. وورد فيه 18/259 بلفظ: "على لوح". وورد عجزه غير منسوب في الشوكاني 5/265. كما ورد صدره في اللسان 19/160. وقد استشهد ابن قتيبة به على ورود لغة التسكين والتخفيف. كما استشهد به ابن بري وأبو حيان والطبري والشوكاني علي ورودها بمعنى الغضب.
(6) أي هلا تستثنون وتقولون: سبحان الله! وتشكرونه على ما أعطاكم. كما قال مجاهد وأبو صالح والجمهور. وقيل: هلا تستغفرونه من فعلكم، وتتوبون إليه من خبث نيتكم. انظر القرطبي 18/244، والطبري 29/22، والفخر 8/201، والبحر 8/313، والدر 6/254.
(7) كما قال ابن عباس وقتادة على ما في القرطبي 18/247، والطبري 29/23، والدر. وهو الذي قاله أهل اللغة على ما في اللسان 15/158.

الصفحة 480