كتاب غريب القرآن لابن قتيبة ت أحمد صقر

وأصل "الوَزَر": الجبل [أو الحِصن] الذي يُمتنَع فيه.
13- {يُنَبَّأُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ} من عمل الخير والشر.
{وَأَخَّرَ} من سُنّة عُمل بها بعده.
14-15- {بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} أي شهيدٌ عليها بعملها بعدهُ ولو اعتذر. يريد: شهادةَ جوارحه.
ويقال: "أراد: بل على الإنسان -من نفسه- بصيرةٌ" (1) .
17- {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} أي ضمَّه وجمْعَه.
18- {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ} أي جمعناهُ.
{فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} أي جَمْعه. و "القراءة" و "القرآن" مصدران.
قال قتادةُ (2) "اتبعْ حلاله، و [اجتنب] حرامَه".
22- {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} أي مُشرقةٌ.
24- {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ} أي عابسةٌ مقطِّبةٌ.
25- و (الْفَاقِرَةُ) الداهيةُ. يقال: إنها من "فَقَار الظهر" كأنها تكسِره.
تقول: فَقَرتُ الرجل؛ إذا كسرتَ فَقَارَه. كما تقول: رَأَسْتُه؛ إذا ضربتَ رأسَه؛ وبَطَنْتُه: إذا ضربتَ بطنَه. ويقال: رجل فقير وفَقِرٌ.
وقال أبو عبيدة (3) "هو من الوَسْمِ الذي يُفْقَرُ به على الأنف".
26-27- {كَلا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ} يعني: النفس؛ أي صارت النفس
__________
(1) أي شاهد. كما حكاه القرطبي 19/ 95 عن بعض أهل التفسير. وحكي الأول عن ابن قتيبة والفراء وابن عباس. وجمع بينها في المشكل 148. وانظر الطبري 29/ 115-116، والفخر 8/ 281، والبحر 8/ 386.
(2) كما في الطبري 29/ 118، والدر 6/ 289، والفخر 8/ 283؛ وفي القرطبي 19/ 105 بمعناه.
(3) كما في الفخر 8/ 287، والبحر 8/ 389 بمعناه. وذكر نحوه عن الليث في اللسان 6/369، وعن الأصمعي في القرطبي 19/ 108، والشوكاني 5/ 329. وهو رأي الطبري 29/ 121، والأول رأي ابن المسيب ومجاهد. وقد ذكر الفخر بعض كلام ابن قتيبة السابق.

الصفحة 500