كتاب غريب القرآن لابن قتيبة ت أحمد صقر

ومما يدلك على أنه أراد الصفرة بعينها - قوله {فَاقِعٌ لَوْنُهَا} والعرب لا تقول: أسود فَاقِع - فيما أعلم - إنما تقول: أسود حالك، وأحمر قاني، وأصفر فَاقِع (1) .
* * *
71- {لا ذَلُولٌ} يقال في الدوابّ: دابّة ذَلُول بَيِّنةُ الذِّل - بكسر الذال (2) وفي الناس: رجل ذليل بَيِّن الذُّل. بضم الذال.
{تُثِيرُ الأَرْضَ} أي تُقَلِّبها للزراعة. ويقال للبقرة: المُثِيرَة.
{وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ} أي لا يُسْنَى (3) عليها فَيُسْتَقَى بها الماء لسقي الزرع (4) .
{مُسَلَّمَةٌ} من العمل.
{لا شِيَةَ فِيهَا} أي: لا لَوْنَ فيها يخالف مُعْظَم لونِها - كالقُرْحَة، والرُّثْمَة، والتَّحْجِيل (5) وأشباه ذلك.
والشِّيَةُ: مأخوذة من وَشَيْتُ الثوبَ فأنا أشِيه وَشْيًا. وهي من المنقوص. أصلها وِشْيَة. مثل زِنَة، وعِدَة.
* * *
72- {فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا} اختلفتم. والأصل: تَدَارَأْتُمْ. فأدغمت التاء في الدال، وأدخلت الألف ليسلم السكون للدال الأولى. يقال: كان بينهم
__________
(1) قارن هذا بقول الطبري في تفسيره 2/201.
(2) في اللسان 13/273 "والذل - بالكسر - اللين، وهو ضد الصعوبة".
(3) في اللسان 19/130 "ومنه حديث البعير الذي شكا إليه فقال أهله: إنا كنا نسنو عليه: أي نستقي".
(4) قارن هذا بتفسير الطبري 2/212.
(5) القرحة: الغرة في وسط الجبهة. وقيل: كل بياض يكون في الوجه. والرثمة: بياض في طرف الأنف، والتحجيل: بياض يكون في القوائم.

الصفحة 54